يبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اليابان اليوم، جولة آسيوية تشكّل اختباراً لمساعيه في طمأنة حلفاء بلاده إلى أن شعار «أميركا أولاً» لا يعني ترك الساحة أمام تمدّد الصين، وكذلك لحضّ أصدقاء واشنطن وخصومها على التصدي لتهديد كوريا الشمالية التي دعت الولاياتالمتحدة إلى التخلّي عن «أوهامها» بنزع «كنزها النووي». وفي طريقه إلى آسيا، زار ترامب جزيرة هاواي وتفقّد بيرل هاربور، ملقياً مع زوجته ميلانيا زهوراً في مياه المحيط الهادئ أمام نصب شُيِد تكريماً لنحو 1200 بحّار قُتلوا في السفينة الحربية الأميركية «يو أس أس أريزونا»، في هجوم جوّي مفاجئ شنّه الطيران الياباني على المرفأ في 7 كانون الأول (ديسمبر) 1941، ما أسفر عن مقتل أكثر من 2300 عسكري و68 مدنياً، ودفع الولاياتالمتحدة إلى دخول الحرب العالمية الثانية. والتقى ترامب أبرز ضباط القيادة العسكرية الأميركية في المحيط الهادئ. جولة ترامب التي تستغرق 12 يوماً وتُعتبر الأطول لرئيس أميركي في آسيا منذ زيارة الرئيس السابق جورج بوش الأب عام 1992، تشمل اليابان وكوريا الجنوبية والصينوفيتنام والفيليبين. وتأتي الجولة في خضمّ متاعب يواجهها الرئيس، إذ يواجه رئيس سابق لحملته الانتخابية اتهامات وأَقرّ مستشار له بذنبه في إطار تحقيق بشأن «تدخل» روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، وفي احتمال «تواطؤ» حملته معها. كما سيلتقي ترامب قادة مستبدين أعرب عن إعجابه بهم، بينهم الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي شبّهه الرئيس الأميركي ب «ملك»، ونظيره الفيليبيني رودريغو دوتيرتي الذي يشنّ حملة دموية على تجارة المخدرات. وقد يلتقي ترامب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة في فيتنام. وفي هذا السياق، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «لا تعاون» الآن بين موسكووواشنطن في شأن كوريا الشمالية، متحدثاً عن «تبادل منتظم للآراء». وأشار إلى «احتمال كبير» لأن يناقش الرئيسان الوضع في شبه الجزيرة الكورية. وسيلقي ترامب أمام البرلمان الكوري الجنوبي واحداً من خطابين بارزين خلال جولته، يحضّ عبره على «تضامن في العزم إزاء التهديد المشترك» الذي تشكّله بيونغيانغ، كما أعلن البيت الأبيض. لكن نحو 500 شخص تظاهروا في سيول، مرددين شعارات ورافعين لافتات تتهم الرئيس الأميركي بقيادة شبه الجزيرة الكورية إلى حرب. واستبقت كوريا الشمالية وصول ترامب إلى جارتها الجنوبية، داعية الولاياتالمتحدة إلى التخلّي عن «فكرة سخيفة» بأن بيونغيانغ ستتخلّى عن سلاحها النووي، مؤكدة أنها باتت «في المرحلة النهائية لإنجاز سلاح نووي رادع». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بأن «من الأفضل أن تتوقف (واشنطن) عن الأوهام بنزع السلاح النووي. كنزنا النووي الدفاعي سيبقى جاهزاً ما لم تتوقف نهائياً السياسة العدائية للولايات المتحدة إزاء كوريا الشمالية». وفي جنيف، اعتبرت البعثة الكورية الشمالية لدى الأممالمتحدة أن «العقوبات القاسية التي تقودها الولاياتالمتحدة والضغط على كوريا الشمالية، يشكّلان انتهاكاً معاصراً لحقوق الإنسان وإبادة جماعية». وقبل أيام من وصول ترامب بكين، أوردت صحيفة «تشاينا ديلي» أن الصين دشّنت أقوى سفينة تجريف في آسيا، وأطلقت عليها «صانعة الجزر السحرية». وأشارت إلى أن السفينة عُوِّمت الجمعة في مرفأ في مقاطعة جيانغسو الشرقية، وهي أضخم من التي استخدمتها بكين لجرف رمال ووحول وشعاب لتشييد جزر اصطناعية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وأقامت منشآت عسكرية عليها.