أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً السبت الماضي لم يفاجئه، مشيراً إلى أن إدارته تضغط على بكين وتعمل مع سيول، من أجل «تشديد الخناق» على بيونغيانغ. تصريحات أوباما أتت بعد ساعات على إدانة مجلس الأمن إطلاق بيونغيانغ صاروخاً بعيد المدى، أعلنت أنه وضع «قمراً اصطناعياً» في المدار، فيما تعتبره الولاياتالمتحدة وحلفاؤها اختباراً لصاروخ باليستي. وقال أوباما أن الإطلاق لم يفاجئه، مضيفاً: «كنا قلقين منذ فترة، من سلوك كوريا الشمالية. هذا نظام استبدادي مستفز، انتهك مراراً قرارات الأممالمتحدة، واختبر وأنتج أسلحة نووية، وهو الآن يحاول تحسين نظام إطلاق الصواريخ». وأشار إلى أنه أبلغ الرئيس الصيني شي جينبينغ الأسبوع الماضي «حاجة إلى تشديد الخناق» على كوريا الشمالية. وتابع أن الولاياتالمتحدة «تتشاور مع الكوريين الجنوبيين، للمرة الأولى، في شأن تعزيز القدرات الدفاعية الصاروخية، لمنع أي إمكان لبلوغ كوريا الشمالية منشآت أميركية أو سكاناً أميركيين». ويشير أوباما بذلك إلى إعلان سيول وواشنطن أنهما قررتا بدء محادثات رسمية، لنشر نظام دفاعي أميركي مضاد للصواريخ من طراز «ثاد» في كوريا الجنوبية. إلى ذلك، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن سفينة دورية كورية شمالية عبرت خط الحد الشمالي الذي لا تعترف به بيونغيانغ في البحر الأصفر، إلى الغرب من شبه الجزيرة الكورية قرب جزيرة سوتشيونغدو، على رغم اتصالات تحذيرية من البحرية الكورية الجنوبية. وأضاف أن السفينة «تراجعت بسرعة بعد خمس طلقات تحذيرية للبحرية الكورية الجنوبية»، وعادت عبر خط الحد الشمالي. وترفض بيونيغانغ الاعتراف بخط الحد الشمالي الذي رُسم في نهاية الحرب الكورية (1950-1953)، وتحدّته من خلال توغلات لسفن وإطلاق نيران مدفعية قرب الخط أو عبره. وسيول في حال تأهب، منذ إعلان الدولة الستالينية تفجير «قنبلة هيدروجينية» الشهر الماضي، وإطلاقها صاروخاً الأحد. وعلّق ناطق باسم الكرملين على تقارير أفادت باستخدام مكوّنات روسية في إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي، قائلاً: «هذا سؤال تكنولوجي». لكنه دان خطوة بيونغيانغ، معتبراً أنها انتهاك للقانون الدولي، وزاد: «موقفنا تجاه هذا الإطلاق طُرح في شكل واضح في إطار الموقف الموّحد لمجلس الأمن». وكان المجلس دان «بشدة إطلاق» كوريا الشمالية الصاروخ، إذ اعتبره «انتهاكاً خطراً» لقراراته التي تحظّر على بيونغيانغ تطوير ترسانتها النووية والباليستية. ووَرَدَ في بيان أصدره المجلس أن إطلاق الصاروخ «يستخدم تكنولوجيا الصواريخ الباليستية ويساهم في تطوير كوريا الشمالية أنظمة قادرة على إطلاق أسلحة نووية». وتعهد أن «يتبنّى سريعاً قراراً جديداً» لتشديد العقوبات على بيونغيانغ. واعتبر المندوب الصيني لدى الأممالمتحدة ليو جيويي أن القرار الجديد «يجب أن يؤدي إلى تخفيف التوتر والمساعدة في نزع السلاح النووي والحفاظ على السلام والاستقرار، وأن يشجّع على التوصل إلى حل سلمي». أما نظيره الروسي فيتالي تشوركين فطالب بأن يكون القرار الجديد «عقلانياً لا يؤدي إلى انهيار اقتصادي لكوريا الشمالية، أو إلى تفاقم التوترات في شبه الجزيرة الكورية». وشددت المندوبة الأميركية سامانثا باور على وجوب «العمل لضمان أن يفرض مجلس الأمن (إجراءات تتضمّن) عواقب وخيمة»، لافتة إلى أن «التعديات الأخيرة لكوريا الشمالية تتطلّب أن يكون الرد أشد حزماً».