تتصاعد التحذيرات في العراق من تنفيذ تنظيم «داعش» استراتيجية «الاغتيالات الفردية» لخصومه في المناطق التي انسحب منها، في وقت ربط رئيس الحكومة حيدر العبادي بين الفساد المستشري واحتلال التنظيم مناطق في العراق. تزامناً، توعد تنظيم «كتائب حزب الله» باستهداف القوات الأميركية في العراق، في تطور يُحرج العبادي مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية. ونشطت عمليات اغتيال وهجمات محدودة يُعتقد أن خلايا نائمة لتنظيم «داعش» نفذتها خلال الأسابيع الماضية واستهدفت شخصيات مناوئة للتنظيم من الطوائف المختلفة. وشهدت مناطق شمال ديالى والحويجة وبعض قرى الأنبار عمليات اغتيال وصفت بأنها «نوعية»، ووُجّهت أصابع الاتهام إلى «داعش» بتنفيذها. وأكد القيادي في «الحشد الشعبي» جبار المعموري أن «داعش» بدأ تصفية الأصوات المناوئة لفكره في حوض حمرين، لافتاً إلى أن «ما يحدث هو إحياء لاستراتيجية اعتمدها تنظيم القاعدة بعد عام 2006»، وأوضح أن «داعش استهدف أخيراً بعض الشخصيات المعروفة في حوض حمرين (شمال شرقي بعقوبة)، ضمن حدود نواحي جبارة وجلولاء وقره تبه، بعضها عشائري والآخر من النخب المجتمعية المعروفة». وكانت القوى الأمنية أعلنت أخيراً عن هجمات نفذها «داعش» في قرى محيط «الحويجة، استهدفت شخصيات عشائرية، إضافة إلى هجمات محدودة في مناطق أعالي الفرات على الحدود العراقية- السورية، ما استدعى إعادة انتشار قوات «الحشد الشعبي» على الحدود. واعتبر العبادي أن «النصر على داعش تحقق عندما وقف الحشد مع الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة والعشائر والبيشمركة لتحرير الموصل»، وقال إن «الفاسدين ومن استولوا على أموال الدولة هم من سبّبوا هذه الكوارث... داعش لم يتمكن من احتلال المدن إلا بسبب الفساد»، داعياً إلى عدم انتخاب الفاسدين ثانية. وعلى رغم كشف العبادي أسماء معينة يتهمها بالفساد، إلا أنه كثيراً ما اتهم حكومة نوري المالكي التي حدث في ظلها الانهيار الكبير في الجيش العراقي والقوى الأمنية. ولم تتضح حتى الآن طريقة خوض العبادي الانتخابات، خصوصاً أن المقربين منه باتوا يشيرون إلى عدم نيته الترشح ضمن «ائتلاف دولة القانون» بزعامة المالكي الذي رشح العبادي تحت مظلته عام 2014. وكانت مفوضية الانتخابات العراقية أعلنت أول من أمس، قائمة تضم 204 أحزاب سُجلت رسمياً للمشاركة في الانتخابات المقررة في 12 أيار (مايو) المقبل، ولم يظهر بينها اسم أي حزب يمثل العبادي. وكان رئيس الحكومة، الذي تحدث خلال احتفال أقامته «فرقة العباس»، إحدى فصائل الحشد الشعبي المقربة من المرجع علي السيستاني، قد أعلن حصول حكومته على دعم دولي لإعادة إعمار المناطق المحررة من «داعش». لكن مصير «الحشد» ونية القوى القريبة من إيران الترشح باسمه، قد يشكلان تحدياً للعبادي خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً أن توصيات السيستاني ركزت أخيراً على عدم استخدام «تضحيات المتطوعين» في الصراع السياسي والانتخابي. وكانت «كتائب حزب الله» التي يُعتقد أنها تعمل بإشراف «حزب الله» والإيرانيين، توعّدت أمس بمهاجمة القوات الأميركية في العراق. وقالت في بيان أصدرته لمناسبة الذكرى السنوية لخروج القوات الأميركية من البلاد عام 2011: «كان للمقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، دور حاسم في هزيمة أميركا وإجبارها على سحب قواتها، حتى قبل الموعد المقرر في الاتفاقية المبرمة مع الحكومة العراقية». وأشارت إلى أن «تطهير العراق من رجس عصابات داعش، المدعومة من أميركا وبعض القوى الإقليمية والمحلية، أجهض الصفحة الثانية من هذا المخطط التآمري الخبيث». وحذرت «الكتائب» ممّن سمّتهم «أعداء الإنسانية الأميركيين»، من أن «تُسوّل لهم أوهامهم بأنهم قادرون على تدنيس أرض العراق ثانية»، ودعت الحكومة والبرلمان إلى «اتخاذ موقف حاسم من وجود هذه القوات، ومطالبتها بمغادرة العراق طوعاً، قبل أن نجبرها على الهرب كرهاً».