أبرمت أنقرةوموسكو اتفاقاً لتمويل صفقة تزويد تركيا أنظمة صواريخ أرض- جوّ روسية الصنع مضادة للصواريخ، من طراز «أس-400»، قيمته 2.5 بليون دولار. وأوردت صحيفة «حرييت» التركية أن الاتفاق وُقِع في أنقرة أمس. وتعتزم أنقرة تمويل جزء من الصفقة، من خلال قرض روسي، أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أنه سيكون ب «الروبل، لا بالدولار». وأكد سيرغي تشيميزوف، رئيس مجموعة «روستك» الروسية المملوكة للدولة، أن أنقرة ستدفع 45 في المئة من الكلفة مقدّماً، فيما ستقدّم موسكو قروضاً لتغطية النسبة المتبقية. وكان قال لصحيفة «كومرسانت» الأربعاء الماضي إن روسيا ستزوّد تركيا بأربع بطاريات من طراز «أس-400»، في مقابل 2.5 بليون دولار. ورجّح بدء تسليم أول دفعة في آذار (مارس) 2020، لافتاً إلى أن تركيا هي أول دولة عضو في الحلف الأطلسي تحصل على هذا النظام المتطور. وأثارت الصفقة قلق الحلف، لصعوبة دمج النظام الصاروخي الروسي في هيكله العسكري. لكن وكالة الصناعات الدفاعية التركية أعلنت ان أنقرة ستشتري بطاريتَي صواريخ «أس- 400»، مشيرة إلى أنها ستتسلّم أول دفعة في الربع الأول من عام 2020. وأضافت أن جنوداً أتراكاً سيشغّلون أنظمة الصواريخ، لا مستشارين روساً، لافتة إلى أن الاتفاق يتضمّن بنوداً في شأن التعاون في اكتساب التكنولوجيا والتطوير المشترك. الى ذلك، أمر قاض في أنقرة بتوقيف مصطفى تيمور أوزكان احترازياً، لمشاركته عمداً في جريمة قتل، علماً أنه نظّم معرض صور في العاصمة التركية قُتل خلاله السفير الروسي أندري كارلوف، في 19 كانون الأول (ديسمبر) 2016. وقُتل السفير الروسي بتسع رصاصات أطلقها عليه من مسافة قريبة جداً الشرطي مولود ميرت التينتاش (22 سنة) الذي كان خارج الخدمة في ذاك اليوم، خلال افتتاح المعرض. وقتلت الشرطة المهاجم، علماً أنه هتف لدى اطلاقه النار «الله اكبر» و «لا تنسوا حلب» التي كانت القوات السورية في ذلك الحين بصدد استعادتها بالكامل بدعم من الطيران الروسي. واعتقلت تركيا 5 مشبوهين في مخطط الاغتيال، اعلنت انهم مرتبطون بجماعة الداعية المعارض فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي. تركيا - ألمانيا في غضون ذلك، ردت الحكومة الالمانية بحذر على إعلان أردوغان رغبته في تحسين العلاقات مع أوروبا، مذكّرة بأن ألماناً ما زالوا محتجزين في تركيا لأسباب سياسية. وقال ناطق باسمها ان «الحكومة الالمانية أخذت علماً بهذه التصريحات للرئيس أردوغان، وترى ان لحلّ ملفات الاعتقال المتبقية دوراً مهماً في تحسين العلاقات الثنائية». وكان أردوغان قال الخميس ان انقرة «لا تواجه اي مشكلات مع المانيا او مع هولندا او بلجيكا»، بعد توتر في العلاقات مع تلك الدول. واضاف: «على العكس، الحاكمون هناك هم أصدقاء قدامى، ظلموني، لكن هذا أمر آخر». ووصف الاتصالات الاخيرة معهم ب»جيدة جداً»، لافتاً الى انهم، مثل تركيا، يعارضون قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. واشار الى انه يريد اصلاح العلاقات مع حكومات دول اوروبية «اشتبك» معها هذا العام، معتبراً أن على تركيا ان «تقلّل عدد اعدائها وتزيد اصدقائها». وكان الرئيس التركي اتهم قادة اوروبيين بالعنصرية وبإيواء ارهابيين، ونعتهم ب»نازيين». واعلنت الخارجية الالمانية امس أن أنقرة أفرجت في شكل «غير مشروط» عن مواطن ألماني لم تكشف هويته، مشيرة الى انه «سُجن لدواع سياسية في تركيا». ولفتت إلى ان أنقرة ما زالت تعتقل 7 من مواطنيها ل»دواع سياسية»، من بين حوالى 50 المانياً في سجونها. وكانت تركيا أخلت سبيل ألماني آخر قبل اسبوع، بعد أيام على إطلاق مشروط لمترجمة وصحافية ألمانية. لكن مراسل صحيفة «دي فيلت» الالمانية دنيز يوجيل، وهو الماني - تركي، ما زال محتجزاً ولم يُحدد موعد لمحاكمته. الى ذلك، امرت محكمة في اسطنبول بإفراج مشروط عن إمري إيبير، وهو محاسب في صحيفة «جمهورييت» المؤيّدة للمعارضة، بعد سجنه 267 يوماً لاتهامه بالانتماء الى جماعة غولن. ويُحاكم في هذا الملف 17 شخصاً، بينهم ناشر «جمهورييت» أكين أتالاي ورئيس تحريرها مراد صابونجو والصحافي الاستقصائي أحمد شيك، وجميعهم محتجزون.