تل ابيب, إسرائيل- يو بي آي- استأنفت إسرائيل حركة المواصلات الجوية في مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب صباح اليوم بواسطة استخدام مخزون الطوارئ للوقود بعد اكتشاف تلوث خطير في الوقود أمس أدى إلى إلغاء إقلاع عدد كبير من الطائرات المدنية وتشكيل لجنة تقصي حقائق حكومية. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم خلال الليلة الماضية تزويد العديد من الطائرات بالوقود من مخزون الطوارئ لكن معظم هذه الطائرات ستتوقف في مطارات دول قريبة، مثل مطاري عمان الأردني ولارنكا القبرصي، للتزود بالوقود لتواصل رحلاتها الجوية إلى غاياتها. ويتوقع أن تقلع اليوم عشرات الرحلات الجوية على متن طائرات شركة الملاحة الجوية الإسرائيلية "إل-عال" وتعويض المسافرين على إلغاء رحلاتهم أمس. وكان قد تم أمس اكتشاف وجود نوع من الزيوت غير معروف في مخزون الوقود الذي يزود الطائرات في مطار بن غوريون والذي من شأنه إلحاق أضرار بأجهزة الطائرات ومحركاتها وتقرر في أعقاب ذلك وقف تزويد الطائرات بالوقود ووقف إقلاعها الكثير من الرحلات. وفي ساعات مساء أمس تم السماح بإقلاع طائرات على أن تتوقف في مطارات قريبة للتزود فيها ومواصلة طريقها إلى غاياتها لكن تبين أن عشرات الطائرات لا تحتوي خزاناتها على وقود يمكنها من الوصول حتى إلى مطار عمان وهو أقرب مطار دولي من تل أبيب. ولم يتمكن مختبر الوقود في بلدة "نيس تسيونا" بوسط إسرائيل من التعرف على المادة التي سببت التلوث ولا على مصدر التلوث وتم إرسال عينات للوقود الملوث إلى مختبر متطور في ألمانيا ويتوقع أن تصدر النتائج ظهر اليوم. وتشير التحقيقات الأولية التي أجرتها إسرائيل إلى أن التلوث لم يكن عملا متعمدا. وتبين أيضا أن أساطيل حافلات وشاحنات تابعة لشركات نقل إسرائيلية واجهت مشاكل بسبب التزود بوقود ملوث. وأعلن وزيرا المواصلات والبنية التحتية الإسرائيليان يسرائيل كاتس وعوزي لانداو عن عزمهما تشكيل لجنة تقصي حقائق في الموضوع وأنه لا خوف من حدوث نقص بالوقود لتسيير المواصلات البرية وأن مخزون الطوارئ من الوقود يكفي لتسيير الحركة لعدة أسابيع. وأبدت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم اهتماما بالغا بتلوث الوقود وأفردت صفحات عديدة له ووصفت الأمر بأنه "كارثة قومية" وحتى أن قسما من وسائل الإعلام شبهت تلوث الوقود بكارثة حريق الكرمل قرب حيفا قبل خمسة شهور وألحق خسائر كبيرة وكشف عجز إسرائيل عن مواجهة حريق هائل واضطرارها إلى طلب مساعدات دولية. واعتبرت وسائل إعلام أن الإعلان عن تشكيل لجنة تقصي حقائق يهدف إلى إبعاد مسؤولية "كارثة الوقود" عن المستوى السياسي وأنه تبين مرة ثانية أن إسرائيل ليست جاهزة لمواجهة خلل أدى إلى تشويش خدمات هامة. ورغم أن الجيش الإسرائيلي لم يتأثر بهذه الأزمة لأن سلاح الجو لديه مخزون وقود منفصل عن المخزون المدني إلا أن مسؤولين أمنيين حذروا من أن هذه الأزمة "تشعل ضوءا أحمر" وأنه لا توجد في إسرائيل أية جهة مخولة بمعالجة خلل إستراتيجي.