قالت مصادر يمنية متطابقة ل «الحياة» إن جهود الوساطة الخليجية في اليمن تواجه عقبات بسبب التقلب في مواقف الأطراف السياسيين في الحكم والمعارضة، وأشارت إلى أن تأجيل زيارة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الى صنعاء بناء على طلب الحكومة اليمنية يندرج في هذا السياق. وأكد ناطق باسم أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» ان تأجيل زيارة الزياني التي كانت مقررة الاثنين الماضي لإقناع طرفي الأزمة بتوقيع اتفاق المبادرة الخليجية، تم بناء على طلب من الرئيس علي عبدالله صالح، وان الزياني أبلغ المعارضة بأن زيارته تنتظر إشارة من الرئاسة اليمنية. واتهم المصدر السلطة بمحاولة عرقلة الوساطة الخليجية بوضع شروط جديدة لم ترد في المبادرة وترفضها المعارضة. وكان حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم أعلن صراحة ان الرئيس لن يقدم استقالته إلا بعد تنفيذ أحزاب المعارضة التزامها وفق المبادرة بإنهاء الاعتصامات واعمال التخريب وقطع الطرق والتمرد العسكري في بعض وحدات الجيش، إضافة إلى وقف النشاط المسلح ل «الحراك الجنوبي» الانفصالي و «التمرد الحوثي» في شمال البلاد. من جانبه، دعا رئيس حكومة تصريف الاعمال علي مجور أحزاب المعارضة «الى إظهار موقف وطني مسؤول إزاء ما تقتضيه هذه اللحظة المفصلية من تاريخ الوطن والحرص على المضامين العقلانية والمسؤولة التي تتضمنها المبادرة الخليجية كأساس لانتقال السلطة والنأي عن المنطق الثأري وتحريض الشارع، كأداة وحيدة للتغيير». وأكد مجور لدى افتتاحه امس في صنعاء ندوة بعنوان «المبادرة الخليجية وأثرها على مستقبل اليمن» أن القيادة السياسية بزعامة الرئيس صالح «أظهرت موقفاً واضحاً من المبادرة الخليجية يقوم في الأساس على الحرص الكامل على حقن دماء اليمنيين وتأمين كافة ظروف ومتطلبات الانتقال السلس والآمن للسلطة، وهو ما يتطابق بالكامل مع مبادئ وقواعد الدستور». وقال مخاطبا قيادات المعارضة «إن موجة الحراك التي شهدها ويشهدها الشارع العربي لا يمكن أن تكون بديلاً من الدور الذي ينبغي أن تنهض به النخبة السياسية ومن مسؤوليتها إزاء متطلبات الانتقال السلمي للسلطة على أساس مبدأ الشراكة الوطنية الكاملة وعليها أن تختار إن كان يعنيها أمر هذا البلد وأمنه واستقراره ومعيشة أبنائه بين أن تقف أمام موجة الاعتصامات والتظاهرات أو الوقوف خلفها والتخلي عن دورها المفترض بكل ما سيؤدي إليه موقف ودور سلبيان كهذان من مآلات سلبية وبالغة الخطورة». من جهة ثانية، هاجم مسلحون ملثمون يعتقد بأنهم من عناصر تنظيم «القاعدة» دورية أمنية وسط مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين (جنوب) ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص بينهم 5 جنود في حين قتل 3 مدنيين وجرح نحو 17 آخرين في هجوم لعناصر التنظيم الارهابي على سوق للقات في المدينة. يأتي ذلك في وقت أعلنت سلطات محافظة الحديدة (غرب) ضبط خلية ل «القاعدة» تضم أربعة أشخاص وبحوزتهم أسلحة ومتفجرات وأحزمة ناسفة.