أعلنت مجموعة مبادرة شعبية نظمت تجمعات في عشرين مدينة روسية أمس، ترشيح المعارض البارز أليكسي نافالني لانتخابات الرئاسة المقررة في 18 آذار (مارس) المقبل، وذلك في تحد لقرار لجنة الانتخابات المركزية استبعاده من السباق. وتجمع عشرات الآلاف من أنصار نافالني، وهو أبرز معارضي الرئيس فلاديمير بوتين، في ما يشبه مهرجانات انتخابية غطت مناطق عدة من روسيا، من فلاديفوستوك في أقصى الشرق إلى سان بطرسبورغ غرباً ومدينة روستوف جنوباً. ونُظم التجمع المركزي في موسكو، على بعد مئات الأمتار من الكرملين، وأسفر عن إجماع على دفع ترشيح المعارض الروسي وفقاً لبند في قانون الانتخابات يتيح للمرشحين المستقلين الترشح استناداً إلى تأسيس مجموعة مبادرة شعبية من 500 شخص. وهذه الآلية هي ذاتها التي استخدمها بوتين عندما رشح نفسه للرئاسة للمرة الأولى عام 2000. ورفع 742 شخصاً من أنصار المحامي الذي يتمتع بشخصية قوية والمدون المهتم بمكافحة الفساد، رسالةً إلى لجنة الانتخابات المركزية لتأكيد ترشيحه. وكان نافالني (41 سنة) وجّه في تغريدة على «تويتر» السبت، رسالة إلى مؤيديه قائلاً: «أريد التأكد من دعمكم!». وأضاف: «أظهروا للسلطات أن هناك أشخاصاً حقيقيين يرغبون في اختيار مرشحهم، في حين لا تملك السلطات سوى استخدام قدرات إدارية» توظفها في خدمة معركة انتخابية. وأكد المعارض الروسي بعد إعلان قرار التجمع الرئيسي في موسكو، أن «من المستحيل ألا يسمحوا لنا بالمشاركة في الاقتراع»، علماً أن اللجنة الانتخابية حرمت نافالني من المشاركة في الانتخابات حتى 2028 بسبب إدانته في قضية فساد مالي، لكنه اعتبر القضية سياسية ومفبركة بالكامل. وكان نافالني الذي صدرت ضده أحكام قضائية عدة وأوقف فترات متقطعة هذا العام بسبب تنظيمه تظاهرات غير مرخصة، ضاعف في الأشهر الأخيرة لقاءاته مع الناخبين. وبدعوته إلى تجمعات ضم كل منها أكثر من 500 ناخب في عشرين مدينة روسية، أراد نافالني إثبات حجم الدعم الذي يتمتع به في روسيا والضغط على اللجنة الانتخابية لتسجيل ترشحه على رغم قرارها. وأطلق نافالني حملة استمرت أشهراً وسمحت له بكسب قاعدة انتخابية تتألف من الشباب خصوصاً، عبر تسجيلات فيديو عرض فيها فساد النخب. وعلى رغم إثباته قدرته على إنزال عشرات الآلاف إلى الشوارع في تحركات احتجاجية، فإن فرص نافالني في مواجهة بوتين تبقى معدومة، خصوصاً أن استطلاعات حديثة أظهرت أن 68 في المئة من الروس ينوون منح أصواتهم للرئيس الحالي.