مع مواصلة المعارض الروسي أليكسي نافالني تنظيم تجمعات انتخابية معارضة في مناطق الريف الروسي قبل نحو 6 اشهر من الاقتراع الرئاسي المقرر في آذار (مارس) المقبل، اعلنت السلطات اعتقاله لدى مغادرته منزله في موسكو للمشاركة في تجمع انتخابي جديد امس. أتى ذلك بعدما وصف الرئيس فلاديمير بوتين نافالني بأنه «هامشي وانتهازي يستغل الصعوبات القائمة لدعايته السياسية الخاصة». وبررت شرطة موسكو توقيف المعارض ب «دعواته المتكررة الى المشاركة في مناسبات عامة لم تحظ بترخيص» ويُعتقد أن آلاف الأشخاص يحضرونها في ظل تعتيم اعلامي كامل. وينفي نافالني انتهاكه القانون، ويؤكد انه منذ أن أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية فتح اكثر من 60 مركزاً في الأرياف ومختلف مناطق موسكو. أتى ذلك بعدما افادت اللجنة الانتخابية في حزيران (يونيو) الماضي بأنه «غير مؤهل لخوض الانتخابات بسبب إدانته باختلاس أموال». وكتب نافالني على «تويتر» خلال اعتقاله: «أوقفت في بهو المبنى وينقلونني حالياً الى مكان ما للحصول على توضيحات، إذ يعتبر الكرملين لقاءاتي مع الناخبين تهديداً كبيراً وحتى إهانة»، علماً ان فترة اعتقاله الإداري انتهت في حزيران (يونيو) الماضي. ونشر المعارض على «انستغرام» تسجيل فيديو لوصول شرطيين بسياراتهم الى المبنى، وطلبهم منه مرافقتهم «من اجل إجراء نقاش». وأشارت كيرا يارميش، الناطقة باسم نافالني، إلى أنه كان سيستقل القطار للتوجه من موسكو الى تجمع سمحت السلطات بتنظيمه في مدينة نيجني نوفغورود التي تبعد 400 كيلومتر من شرق موسكو. وكشفت ان ليونيد فولكوف، مساعد نافالني، اوقف ايضاً في المدينة ذاتها. وسبق ذلك توجيه نافالني نداءً على شبكات التواصل الاجتماعي الى سكان نيجني نوفغورود لمطالبتهم بالتوجه الى مكان التجمع «من اجل مبدأ إدانة فساد النخب، وللتعبير عن الاحتجاج على الغباء والجمود والتراجع الذي يواجهه بلدنا». وهذا الشهر، أعلن نيكولاي لياسكين، العضو في فريق حملة نافالني، ان مسلحين هاجموه بقضبان معدنية في احد شوارع موسكو، فيما افادت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الانسان بأن «الشرطة الروسية تتدخل في شكل منهجي وغير مبرر في حملة نافالني». وفي تموز (يوليو) الماضي، فتشت الشرطة مقر حملة نافالني في موسكو وأغلقته، كما صادرت مرات عدة منشورات وأوقفت انصاراً له كانوا يوزعونها على المارة. وسبق ان تعرض نافالني لعدد من الاعتداءات استُخدم في احدها سائلٌ اخضر ما اضطره للخضوع الى علاج في العينين في إسبانيا. كما تستهدفه دعاوى قضائية يرى انصاره ان الغرض منها عرقلة طموحاته. وهو نفذ هذا العام عقوبتين بالسجن لأنه نظم في نهاية آذار ومنتصف حزيران تظاهرات كبيرة ضد الفساد في انحاء روسيا، منعتها السلطات لكن شارك فيها شبان اوقف بعضهم.