تظاهر آلاف من أنصار المعارض الروسي اليكسي نافالني الذي ينفذ حالياً حكماً بالسجن 20 يوماً بتهمة الدعوة إلى المشاركة في تظاهرة غير مرخصة، في نحو 80 مدينة تلبية لدعوة وجهها إليهم في يوم احتفال الرئيس فلاديمير بوتين بعيد ميلاده ال65. وتخلل المسيرات وأهمها في سان بطرسبورغ (شمال غرب) مسقط رأس بوتين، اعتقال عشرات في الأرياف، كما أفادت منظمة «او في دي انفو» المختصة. وفي موسكو، تجمع أكثر من ألف شخص غالبيتهم شبان في ساحة بوشكين وشارع تفيرسكايان، على رغم حظر من السلطات. وهتف المتظاهرون «عيداً سعيداً»، و «بوتين، عار روسيا». وقالت المتظاهرة ماريو انطونيينكو، الطالبة البالغة 18 من العمر: «نريد وقف إساءات بوتين، وجعل روسيا بلداً أوروبياً. نريد حياة حرة، وليس نظاماً آسيوياً أو على طراز كوريا الشمالية». وأفادت الشرطة بأن 700 متظاهر تجمعوا وسط العاصمة، حيث اتخذت إجراءات أمنية مشددة وقطعت الطريق في جادة تفيرسكايا التي تؤدي إلى الكرملين. وقال الطالب فلاديمير نيميخ (18 سنة): «لا أخشى التوقيف، وإذا حصل ذلك فأنا مستعد لتمضية ليالٍ عدة في السجن في سبيل ما أؤمن بأنه صواب». أما اوريست تشيرتشيسوف (43 سنة) فقال: «لم أستطع إلا أن أحضر»، موضحاً أنه أوقف خلال تظاهرة سابقة في الربيع. وأضاف: «لا أؤيد نافالني، لكنني أؤمن بحقه في الترشح للانتخابات». وقبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية ينفذ نافالني، على رغم العراقيل التي تضعها السلطات، حملة في أنحاء روسيا لعقد سلسلة لقاءات مع الناخبين. وهو نجح في جمع عشرات الآلاف من الشباب تحت شعار إدانة فساد النخب، ونظم في الأسابيع الأخيرة تجمعات انتخابية عدة في مدن الريف حضرها آلاف، من دون أن تحظى باهتمام وسائل الإعلام. لكن المستقبل السياسي لنافالني لا يزال غامضاً، إذ رأت اللجنة الانتخابية في حزيران (يونيو) الماضي أنه غير مؤهل للترشح للانتخابات بسبب حكم أصدره القضاء ضده بتهمة اختلاس أموال، في حين لم يترشح بوتين الذي يحكم روسيا منذ نهاية 1999، للانتخابات الرئاسية المقبلة حتى الآن، على رغم أن أحداً لا يشك في أنه سيقدم ترشيحه لولاية جديدة. ووصف المخرج الروسي اندريه زفياغينسيف الحائز جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي عن فيلمه «في غياب الحب»، الملاحقات ضد نافالني بأنها «مقيتة». وقال في شريط فيديو بثه فريق حملة نافالني: «ما نراه من طرق تعسفية ورعناء ومقيتة يجعل الأمر مثيراً للاشمئزاز»، مندداً بفرض خيار «مرشح واحد» على الروس. في المقابل، احتفل بوتين بعيد ميلاده مع مجموعة صغيرة من المقربين منه، كما ترأس اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني، فيما نشرت رسائل التهنئة لرئيس الدولة وفق العادة على مواقع التواصل الاجتماعي. وأعلن الرسام اليكسي سيرغيينكو الذي يعمل في سانت بطرسبورغ، أنه «أعد لوحة جدارية لبوتين يبلغ ارتفاعها مترين». أما سلطات تامبوف المدينة التي تبعد نحو 400 كيلومتر من جنوب شرقي موسكو، فوعدت بزرع 65 شجرة تفاح على شرف الرئيس.