تجمع عشرات الأشخاص أمام المتحف الوطني في بيروت مساء أمس (السبت) لإضاءة الشموع حداداً على مقتل امرأة بريطانية وثلاث نساء عربيات الأسبوع الماضي في لبنان. ونال خبر مقتل الموظفة في السفارة البريطانية ريبيكا دايكس الأسبوع الماضي تغطية إعلامية واسعة في لبنان، ما دفع الناشطين إلى الضغط من أجل تسليط مزيد من الضوء على العنف المنتشر على نطاق واسع ضد المرأة. ونظم ناشطون لبنانيون من مؤيدي حقوق المرأة هذه الوقفة حداداً على الضحايا والمطالبة بتعديل القوانين والاحتجاج على العنف. وقالت منظمة الوقفة لين هاشم للحشود من على سلم المتحف: «يرفض المجتمع أن يسمعنا أو يرانا إلى حين سفك دمنا ورمينا في الطرقات... العدالة ليست فقط في التجريم والتشريع أو في القبض على الجاني. العدالة هي ألّا يحصل لنا كل ذلك في الأساس. اليوم نريد من المجتمع الاعتراف بأن هذا العنف ممنهج وبنيوي ضدنا». ووضع المشاركون في الاحتجاج الزهور البيض فوق صور النساء الأربع وأضاؤوا الدرج بالشموع. ووقفت وفاء القبوت إلى جانب الطريق وهي تحمل صورة لابنتها زهراء (21 سنة) التي قتلها زوجها السابق بالرصاص العام الماضي. وقالت: «بنتي رحلت ولن تعود. لكن كل هؤلاء النساء بناتنا. وهناك خوف عليهم». وقالت سجا ميخائيل، وهي مديرة برنامج في منظمة «أبعاد»، أنه خلال السنوات الخمس الأخيرة، أصبحت النساء يبلغن عن العنف الذي يتعرضن له ويطلبن المساعدة على رغم أن الإبلاغ عن الاعتداء الجنسي لا يزال إلى حد ما من المحظورات. وتقول الأممالمتحدة أن ثلث النساء في جميع أنحاء العالم يتعرض للعنف الجنسي أو الجسدي. وأفادت دراسة وطنية أجرتها هذا العام منظمة «أبعاد» المعنية بحقوق المرأة ومقرها بيروت، بأن واحدة من بين أربع سيدات تعرضت للاغتصاب في لبنان. وجاء في الدراسة أن أقل من ربع السيدات اللاتي تعرضن لعنف جنسي من اللواتي أبلغن عن ذلك. وأقر البرلمان اللبناني العام 2014 قانوناً طال انتظاره يعاقب على العنف الأسري. لكن منظمات حقوقية عبرت عن غضبها لأن السلطات خففت القانون. ولا يزال زواج الأطفال يحظى بالشرعية في لبنان. وفي آب (أغسطس) الماضي، ألغى البرلمان قانوناً يعفي المغتصب من العقوبة إذا تزوج بضحيته، لتنضم بذلك إلى دول عربية أخرى ألغت قوانين مماثلة هذا العام. ورحب ناشطون بذلك بوصفه خطوة كبيرة، لكنهم قالوا أن الطريق لا يزال طويلاً لإقرار التشريعات التي توفر الحماية للمرأة. وقالت رامونا عبدالله وهي طالبة جامعية: «كل يوم نتعرض للتحرش... في الجامعة... على الطريق... أينما كنا. لذلك أنا هنا».