أظهر تقرير حول مؤشر ثقة رأس المال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن ثقة المنطقة بالاقتصادات العالمية والمحلية بلغت أعلى مستوياتها منذ عامين، وأن 61 في المئة من المشاركين في الاستطلاع مقارنة ب32 في المئة قبل ستة أشهر رأوا أن الاقتصاد العالمي في تحسّن، مشيراً إلى انخفاض قيمة الصفقات المعلن علنها في المنطقة إلى 7.1 بليون دولار خلال الربع الأول من العام الحالي، من 11.2 بليون دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بتراجع نسبته 36 في المئة. وبحسب الاستطلاع الذي أجرته شركة إرنست ويونغ، فإن 74 في المئة من المستطلعين رأوا أن هناك تحسناً في الاقتصادات المحلية، وهو الرقم الأعلى خلال العامين الماضيين، وأوضح 3 في المئة فقط أن الاقتصاد يشهد تراجعاً مقارنة ب15 في المئة قبل ستة أشهر، و14 في المئة قبل عام. وأشار رئيس خدمات استشارات الصفقات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في إرنست ويونغ فل غاندير إلى أن دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمتلك عدداً من الميزات الفريدة، ولا تزال مستويات النقد لدى شركات المنطقة عالية، وفي حال ترافق ذلك مع تقليص فجوة التقييم بين المشترين والبائعين فربما يؤدي إلى عقد المزيد من الصفقات خلال الأشهر المقبلة. وقال: «إضافة إلى ذلك، تتمتع العديد من شركات المنطقة بفرص واعدة لعقد الصفقات، ويمكن أن تلعب دوراً محفزاً في زيادة نشاطات عقد الصفقات». وأبدى المديرون التنفيذيون في المنطقة تفاؤلاً أكبر بكثير حيال ظروف السوق المحلية، مقارنة بما كانت عليه الحال في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، إذ أعطى 78 في المئة من المستطلعين تصورات إيجابية حول أرباح الشركات، كما عبّر 60 في المئة من المشاركين في الاستطلاع عن تفاؤل حول تقديرات الأسهم العادية، وهو الرقم الأعلى خلال العام الماضي. وحول صفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الربع الأول، أشار التقرير إلى انخفاض قيمة الصفقات المعلن علنها في المنطقة إلى 7.1 بليون دولار خلال الربع الأول من العام الحالي، من 11.2 بليون دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بتراجع نسبته 36 في المئة. وخلال الربع الأول الماضي، فإنه تم الإعلان عن 90 صفقة مقارنة ب109 صفقات خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وأوضح رئيس خدمات استشارات صفقات الاندماج والاستحواذ في إرنست ويونغ أنيل مينون أن المديرين التنفيذيين في المنطقة يتوقعون أن تشكّل تلك الصفقات قسماً أصغر من قيمة نمو الإيرادات خلال السنة المالية الحالية، ومع ذلك لا تزال شركات المنطقة تبدي تفاؤلاً كبيراً حيال التوقعات المرتبطة بنمو حجم صفقات الاندماج والاستحواذ خلال العام المقبل، إذ يتوقع 75 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع تحسناً في نمو حجم صفقات الاندماج والاستحواذ. وتتوقع شركات المنطقة عقد صفقات أكبر مقارنة بنظيراتها على المستوى العالمي، إذ أبدى 38 في المئة من المستطلعين أنهم سيقومون بعقد خمس صفقات أو أكثر خلال العام المقبل، مقارنة بما لا يزيد على 15 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع على المستوى العالمي. وأضاف أنيل: «على صعيد ميل شركات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو أنشطة الاندماج والاستحواذ، يبدو أن هناك تفاوتاً كبيراً بين القطاعات المستقلة، وتبدي الشركات العاملة في قطاع السيارات، وعلوم الحياة والتعدين والمعادن الميل الأكبر نحو الاستحواذ، في حين أبدت الشركات العاملة في صناعات النفط والغاز والطاقة والمرافق العامة ميلاً أقل نحو الاستحواذ». يذكر أن مؤشر ثقة رأس المال بمنطقة الشرق الأوسط تقرير نصف سنوي يقيس ثقة الشركات الإقليمية في التوقعات الاقتصادية، ويحدد توجهات وممارسات مجالس الإدارة في مجال الأعمال للمساعدة على إدارة برامج رأس المال الخاصة بها. ويشمل الاستطلاع كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركات الكبرى في المنطقة، وقامت وحدة المعلومات الاقتصادية بإعداد التقرير.