اضطرت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي أمس (الأربعاء)، إلى قبول استقالة نائبها وحليفها المقرب داميان غرين الذي أقر بانه كذب في شان اكتشاف مواد مخلة بالآداب على حاسوبه الخاص بالعمل في العام 2008 إضافة إلى إدلائه بتصريحات «غير دقيقة ومضللة» لتجد نفسها أكثر عزلة على رأس الحكومة البريطانية. وأقرت ماي في رسالة أنها مع مغادرة غرين فقدت حليفاً ثميناً، موضحةً أنها اضطرت ب«حزن شديد» إلى طلب استقالة غرين الذي تعرفه منذ أيام الجامعة. وأشارت الى انهما «صديقان وزميلان طوال مسيرتهما السياسية». وكان غرين بالفعل أحد الداعمين النادرين من دون شروط لماي التي عليها ان تدير حكومة منقسمة في شأن «بريكزيت» وان تثبت سلطتها لحسم بعض الملفات الاساسية في المفاوضات في شأن العلاقة المستقبلية بين المملكة المتحدة والاتحاد الاوروبي التي تبدأ مع بروكسيل في 2018. ونتيجة اتهامه بالتحرش بصحافية، واجه غرين أيضاً تهما بالاحتفاظ بمواد مخلة بالآداب في حاسوبه إلا أنه نفى ذلك. لكن بعد تحقيق أجرته أجهزة رئاسة الحكومة اضطر للاعتراف بوجود تلك المواد. ويسدد رحيل غرين ضربة جديدة لصورة الحكومة البريطانية التي تضررت برحيل عضوين في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. واستقال وزير الدفاع مايكل فالون بعد اتهامه في فضيحة تحرش، في حين اضطرت وزيرة الدولة للتنمية الدولية بريتي بارتل إلى التخلي عن مهماتها لتجاوزها قواعد عمل الحكومة إذ التقت من دون علم نظرائها في الحكومة شخصيات سياسية إسرائيلية. بيد أن هذه الاستقالة الجديدة لا يتوقع ان تتسبب في أزمة خطرة، بحسب تحليل رئيسة القسم السياسي ل«هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي) لورا كيونسبيرغ التي أشارت الى أن غرين كان رجل ظل وغير معروف لدى الجمهور.