أعلن المتحدث الرسمي لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن الطيار تركي بن صالح المالكي، أن 83 صاروخاً باليستياً وجهها الحوثيون صوب المملكة العربية السعودية منذ 2015، مشيراً إلى أن استمرار إطلاق الصواريخ يعد تصعيداً خطراً من الميليشيات الحوثية الإيرانية، وأن عدد الصواريخ يثبت دخولها من طريق المنافذ الإغاثية. وقال المالكي في مؤتمر صحافي بقاعدة الملك سلمان الجوية في الرياض أمس (الأربعاء)، إنه أمكن تدمير الصاروخ الباليستي الذي استهدف العاصمة الرياض الثلثاء الماضي، مضيفاً أن التحالف رحب بالمواقف الإيجابية الداعمة للسعودية بعد إطلاق الصاروخ. وأعلن أن الحكومة الشرعية تسيطر حالياً على 85 في المئة من أراضي اليمن، موضحاً أن مديرية بيحان تم تحريرها بالكامل من الحوثيين، ويتم حالياً تطهير بعض الجيوب فيها. وأشار خلال استعراضه صوراً لعمليات قصف استهدفت مبنى إنتاج الصواريخ في مدينة صعدة اليمنية، وكذلك لقصف مقر قيادة لميليشيات الحوثي في صعدة، إلى أن «التحالف» دمر صواريخ باليستية وقواعد صواريخ أرض أرض في صعدة، كما استهدف مستودعات أسلحة ومخابئ لقيادات عسكرية «غاراتنا وقصفنا يستهدفان مواقع ومجاميع عسكرية للميليشيات الحوثية براً وبحراً»، مبيناً أنه تم قتل أكثر من 11 ألف من عناصر الميليشيات أخيراً. ولفت إلى أن التحالف يواصل جهوده لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني. من جهته، أوضح السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، أن العمل جارٍ لوضع اللمسات الأخيرة على خطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن، مبيناً أن الأيام المقبلة ستشهد تنسيقاً مع الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية الإقليمية لوضع التفاصيل النهائية للخطة. وقال في مؤتمر صحافي إن الخطة تشمل رفع الطاقة الاستيعابية لموانئ اليمن واستخدام المعابر الحدودية مع السعودية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها. وأضاف أنه تقرر توفير ممرات آمنة بالتنسيق مع قيادة التحالف لإيصال المساعدات إلى الشعب اليمني. إلى ذلك، أعلنت قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أمس، استمرار فتح ميناء الحديدة أمام المواد الإنسانية والإغاثية، لمدة 30 يوماً، في وقت قتل حوالى 20 مسلحاً حوثياً في عمليات قنص نفذها مسلحون في الجزء الجنوبي من صنعاء، وأغلق الحوثيون عدداً من أحياء العاصمة اليمنية واستحدثوا نقاط تفتيش. وأوضح التحالف في بيان أمس، أنه استمراراً لحرص دوله على «تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق، ونتيجة تكثيف الإجراءات المتعلقة بالتفتيش، فإنه سيسمح بدخول السفن التجارية، بما فيها بواخر الوقود والمواد الغذائية مدة 30 يوماً لتطبيق اقتراحات مبعوث الأمين العام الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ بشأن ميناء الحديدة». في غضون ذلك، علمت «الحياة» في عدن من قيادات في حزب المؤتمر (الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح) وأخرى قبلية استطاعت الفرار من ملاحقة الحوثيين، أن قيادة المليشيات تعيش حال هستيريا أمنية في صنعاء، إذ تعزز وجودها في الأحياء السكنية وتقيم نقاط تفتيش وتدهم منازل وتحاصر أحياء بهدف نشر الذعر، وأحياناً لمجرد تلقيها بلاغات عن وجود موالين لعلي صالح في هذا الحي أو ذاك. وفشلت الجماعة في العثور على عدد من القادة العسكريين الموالين للرئيس السابق، وفي مقدمهم العميد طارق محمد عبدالله صالح (نجل شقيق صالح) وقائد قوات الحماية الخاصة على رغم كل الإجراءات والملاحقات وعمليات الدهم التي نفذتها سعياً إلى القبض عليه أو على الضباط التابعين له. وشددت ميليشيات الحوثيين قبضتها على أعضاء حزب «المؤتمر الشعبي» وقياداته بعد إقدامها على اغتيال الرئيس السابق، وتعرض عدد من المحتجزين إلى تعذيب وترهيب داخل سجون الميليشيات. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن سكان في الحي المجاور لمنزل الرئيس السابق وسط صنعاء، أن مسلحين مجهولين هاجموا بالأسلحة الرشاشة عناصر من الحوثيين في محيط المنزل وقتلوا معظم حراس المبنى ثم لاذوا بالفرار. ولم يعرف عدد القتلى في هذا الهجوم أو الجهة التي تقف خلفه. وشنت مقاتلات التحالف العربي غارات جديدة على مواقع عسكرية لميليشيات الحوثيين وسط العاصمة اليمنية استهدفت تجمعاتها في معسكري ريمة حميد والسواد جنوب العاصمة، كما شنت غارات استهدفت مواقع الميليشيات في معسكر التموين في جولة عصر، ومبنى مجلس النواب في شارع الستين. وأفادت تقارير بأن أكثر من 30 قيادياً من حزب المؤتمر هربوا من صنعاء ووصلوا مناطق آمنة تحت سيطرة قوات الشرعية اليمنية. وأوضح مصدر مقرب من الرئاسة اليمنية، أن «الأشخاص الثلاثين أصبحوا في مناطق آمنة بعيداً من ملاحقات الميليشيات التي تمارس القمع والملاحقات العشوائية في العاصمة والمحافظات الواقعة شمال البلاد وغربها». وشدد الحوثيون إجراءاتهم بحق المواطنين المسافرين عبر شركات النقل البري في صنعاء، وفرضوا قيوداً جديدة تكرس تحوُّل المدينة «معتقلاً كبيراً». وأظهرت وثيقة أصدرتها الجهات الأمنية التابعة للميليشيات، تعليمات جديدة لوكالات السفر وشركات النقل، تتضمن تسجيل كل بيانات المسافرين، بما فيها مناطقهم وأرقام بطاقاتهم وجوازاتهم، وتقديمها إلى هذه الجهات قبل انطلاق الرحلة ب6 ساعات. وسيطرت قوات الجيش الوطني اليمني أمس، على مواقع جديدة في جبهة مقبنة غرب تعز، عقب معارك عنيفة مع الحوثيين. ونقلت قناة «العربية» عن قائد جبهة مقبنة العقيد حميد الخليدي، قوله إن «المعارك أسفرت عن مصرع القيادي الحوثي المدعو أبو مران قائد فريق الاقتحام إضافة إلى آخرين من الميليشيات». وكانت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي، قالت أول من أمس إن «الصاروخ الذي أطلقته الميليشيات الحوثية على الرياض أول من أمس «يحمل جميع بصمات هجمات سابقة باستخدام أسلحة قدمتها إيران». وأضافت أن الهجوم الصاروخي على الرياض يجب أن يكون بمثابة «إنذار للمجلس». واقترحت هايلي تشديد القرار الصادر عام 2015 عن مجلس الأمن، الذي يؤيد الاتفاق النووي الإيراني، أو تبني إجراءات جديدة تمنع إيران من تطوير الصواريخ.