أظهرت أولى الجولات الانتخابية للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، في إطار ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في مصر قبل نهاية العام، أن طريقه نحو القصر الرئاسي ملئ بالأشواك، فعلى رغم الاحتفاء به في بعض محافظات الصعيد، إلا أن مؤتمراته الجماهيرية لم تخل من المشاحنات وصلت إلى حد الاشتباك بين مؤيديه ومعارضيه. ويواجه موسى الذي أعلن تركه الجامعة هذا الشهر، منذ إعلانه رسمياً عزمه خوض غمار المنافسة على الرئاسة، انتقادات من الائتلافات الشبابية باعتباره كان أحد رجال النظام السابق وإعلانه تأييده إعادة ترشيح الرئيس المخلوع حسني مبارك قبل التظاهرات التي أطاحته وإشادته بنجله جمال، وهي الانتقادات التي يحاول تجنبها في المؤتمرات الجماهيرية. كذلك، يعترض بعضهم على ارتباط جولاته بأعضاء الحزب الوطني المنحل الحاكم سابقاً وطريقة إدارة حملته للقاءاته ومؤتمراته بصورة «غير ديموقراطية»، عبر التحكم في الأسئلة والحضور الإعلامي. وخلال أكثر من إطلالة إعلامية، سعى موسى إلى تأكيد أنه كان واحداً من غير المرغوب فيهم من قبل النظام السابق بسبب مواقفه، فيما رأى مراقبون أن موسى في حاجة إلى حملة لتحسين صورته في الأوساط الشبابية على غرار ما يفعله منافسه المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي الذي دشن ناشطون في حملته الانتخابية جولات في المحافظات للترويج للبرادعي والرد على محاولات التشويه التي استهدفه بها الإعلام الحكومي في أيام الرئيس المخلوع. وكانت جولة موسى التي بدأها في الصعيد قبل أيام وزار فيها أسوانوالأقصر ونجع حمادي وأسيوط وأنهاها أمس في المنيا، شهدت احتكاكات عدة، بدأت باستنكار «ائتلاف شباب الثورة» تعاون موسى مع عدد من أعضاء الحزب الوطني المنحل، إضافة إلى إقامته في فندق يمتلكه رجل أعمال متورط في قضايا فساد، وهو ما دفعه إلى مغادرة الفندق والتأكيد أنه لا ينسق مع أي من أعضاء الحزب الذي صدر حكم قضائي نهائي بحله. وشهد المؤتمر الذي عقده موسى في مدينة الأقصر اعتداء مؤيديه على معارضيه، ما أدى إلى وقوع جرحى، وهو الأمر الذي تكرر في أسيوط حيث استنكر عدد من المعارضين له زيارته قيادياً في «الوطني» في المحافظة عمل في حملة دعم نجل الرئيس المخلوع للرئاسة. غير أن مسؤولاً في حملة موسى الانتخابية أوضح أن زيارته «لم يكن على جدولها دخول أي منزل من منازل كبار العائلات، لأن البرنامج كان يتضمن لقاء موسعاً مع كبار وقيادات العائلات، لكن ما حدث أن الآلاف من أهالي أبو تيج احتشدوا حول الباص الذي يقل موسى، ودعوه إلى النزول إليهم، وهو ما دعاه إلى الاستجابة لهم وتصادف طلبهم أمام منزل عمر عزمي أبو سالم المرشح المستقل لمجلس الشعب ثلاث دورات متتالية ضد الحزب الوطني المنحل، ومن كثرة الحشود اضطر الأمين العام للجامعة إلى الوقوف في جزء من حديقة المنزل ليحدث مؤيديه». وأكد أن «كلمة موسى لم تستغرق أكثر من خمس دقائق وحرص فيها على تأكيد موقفه الرافض التحالف مع رموز الحزب الوطني الفاسد»، مشدداً على أنه «لم ينضم إلى أي حزب، وسيخوض انتخابات الرئاسة مستقلاً، ولم ولن يتعاون مع المحسوبين على الأحزاب الفاسدة ولا مع من تدور حولهم الشبهات». في المقابل، أكد «ائتلاف شباب الثورة» رفضه التصويت لموسى في الانتخابات المقبلة. وأوضح ل «الحياة» الناطق باسم الائتلاف خالد السيد أن «ما يشغلنا الآن هو البحث في كيفية إدارة المرحلة الانتقالية في شكل شفاف وديموقراطي. ولم نسم حتى الآن مرشحاً في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإذا كان الائتلاف ينتقد موسى، فهو في إطار الخلاف السياسي ولا يصل إلى حد الاعتداء عليه أو على أنصاره في المؤتمرات». ورأى أن «هناك عدداً من أعضاء الحزب الوطني المنحل يسعى إلى استغلال موسى في محاولة للصعود إلى الساحة مجدداً».