القاهرة - قالت تقارير صحفية ان تداول عدد من الاسماء البعيدة عن الحزب الوطني التي أبدت استعدادها مبدئيا لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة في مصر دفع عدد كبير من المصريين إلى الشعور بالتفاؤل المشوب بالحذر. وخلال الاسابيع القليلة الماضية ترددت عدد من اسماء شخصيات تحظى بقبول عدد كبير من المصريين على رأسهم الدكتور محمد البرادعي مدير وكالة الدولية للطاقة الذرية وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية والعالم المصري أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء. وكشفت الساعات التالية لإعلان البرادعي عن عزمه الترشح لإنتخابات الرئاسية المقبلة اذا ما توافرت الضمانات الكافية لنزاهتها عن ترحيب عدد كبير من المصريين لهذه الخطوة. وأعلن عدد من الشباب عن تدشين حملة دعائية لتأييد البرادعي تحت شعار "إيدك في إيدينا.. البرادعي رئيس لينا". وأعلنت مجموعات اخرى عن طبع ملصقات بصورة الرجل تمهيداً لتوزيعها على نطاق واسع كخطوة أولى في حملة التوعية بأهمية تأييد ترشيح البرادعي للرئاسة في الشارع المصري بين الفئات المختلفة ونشرها على الإنترنت كخطوة يليها عقد لقاءات دورية مع المواطنين لزيادة فاعلية الحملة. واعتبر مؤيدو ترشيح البرادعي للرئاسة تصريحاته موافقة تنتظر تحركاً شعبياً للمطالبة بانتخابات نزيهة تضمن إنقاذ مصر من مخطط التوريث المرتقب. وقالت صحيفة القدس العربي ان كواليس الحزب الوطني تشهد جدلاً بين قياداته في محاوله الهدف منها إحباط ترشح عمرو موسى والبرادعي في الإنتخابات المقبلة والمقرر عقدها عام 2011 من أجل إفساح المجال لأسماء أقل بريقاً أمام مرشح الحزب. ونقلت الصحيفة عم مصادر داخل الحزب قولها ان أوامر صدرت للأحزاب الصغيرة ومناشدات للكبيرة منها في قوى المعارضة برفض ترشيح البرادعي او عمرو موسى على قوائمها من أجل إحباط دخولها حلبة المنافسة. وفي سياق متصل أكد الدكتور أسامة الغزالي حرب - رئيس حزب الجبهة الديمقراطية - أن البرادعي وعشرات الشخصيات المصرية من حقها الترشح للانتخابات الرئاسية، بل ان البرادعي شخصية تحظى بسمعة طيبة و يصلح أن يكون رئيساً لمصر إلا أن المشكلة تكمن في أن مصر تعيش نظاماً لا ديمقراطي منذ 50 عاماً، حيث احتكر منصب رئيس الدولة وأعلن أسامة الغزالي حرب استعداده لخوض الانتخابات الرئاسية كمرشح عن حزب الجبهة رغم خوفه من الشروط التعجيزية والتي تقف حائلا أمام أي شخصية عامة للترشح للرئاسة. كما أبدى محمود أباظة رئيس حزب الوفد إستعداده للترشح في الإنتخابات الرئاسية المقبلة. بينما رفض د.أيمن نور مؤسس حزب الغد التعليق على إعلان البرادعي استعداده الترشح لمنصب رئيس مصر في حالة نزاهة الانتخابات، مكتفياً بالقول بأن البرادعي سيواجه معوقات شديدة إذا ما قرر دخول الانتخابات. غير أن نور أبدى استعداده التام للتعامل مع محمد البرادعي إذا ما انضم الأخير إلى أي حزب سياسي، موضحاً في الوقت ذاته أن حزب الغد استقر على خوض انتخابات الرئاسة المقبلة في 2011 بمرشح لمنصب الرئيس وآخر لنائب الرئيس. وكان ائتلاف احزاب المعارضة المصريية قد دعا الى اجراء تعديلات على الدستور المصرى بما يضمن تحقيق التوازن بين السلطات مع تقليص حجم الصلاحيات الممنوحة لرئيس الجمهورية وذلك فى الاجتماع الذى عقد الاحد بالمقر المركزي لحزب التجمع اليساري. وطالب أعضاء الائتلاف الذي يضم احزاب "التجمع والوفد والناصري والجبهة الديمقراطية" بإعادة تعديل المادة 76 من الدستور، الخاصة بنظام انتخاب رئيس الجمهورية. وصرح رؤساء الأحزاب الأربعة فى المؤتمر الصحفى الذى عقد الاحد عقب الاجتماع: "يجب أن يضمن الدستور تحقيق التوازن بين السلطات وترسيخ نظام برلماني يعطي رئيس الجمهورية سلطات محددة تكفل توازنا حقيقيا بين السلطات"، و طالبوا بتعديل قانون الانتخابات وقانون مباشرة الحقوق السياسية ووضع نظام انتخابي يكفل انتخابات نزيهة شفافة. وبرر أعضاء الائتلاف عدم تناول الاجتماع لموقفهم من الانتخابات الرئاسية القادمة بأن ذلك سابق لأونه ولأن الاجتماع ركز على الانتخابات البرلمانية وقضابا الاصلاح السياسى والديمقراطى.