دمشق، عمان، بروكسيل، أوبانيه - ا ف ب، رويترز - تمكنت قوات سورية مدعومة بالدبابات من السيطرة للمرة الاولى على الحي القديم في مدينة درعا واقتحمت المسجد العمري مخلفة ستة قتلى بينهم امرأة حامل وولداها امس، في وقت تجددت الدعوات على موقع «فيسبوك» للتظاهر في الايام المقبلة تحت شعار «أسبوع فك الحصار». في موازاة ذلك، تواصلت التحركات الديبلوماسية الدولية ضد سورية، وآخرها التحذير الذي وجهه وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه امس الى النظام السوري، داعياً إياه الى «استخلاص العبر» من العقوبات الدولية على ساحل العاج وليبيا، بعد قرار مبدئي اتخذه الاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات على دمشق تشمل حظر تزويدها السلاح. وشيّع السوريون امس قتلاهم الذين سقطوا خلال تظاهرات «جمعة الغضب» في مدن عدة أول من امس، وبلغ عددهم 66 مدنياً على الاقل حسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان. وسبق ذلك إرسال تعزيزات مدرعة جديدة قال شهود إنها دخلت الحي القديم في المدينة حيث سمع دوي إطلاق نار كثيف. وقال أحد السكان في درعا ان قوات مدعومة بدبابات تبدو مسيطرة على الحي القديم للمرة الاولى منذ مهاجمة المدينة الاثنين الماضي، وان قناصة انتشروا على سطح المسجد العمري بعد اقتحامه. وقال الناشط الحقوقي عبدالله ابا زيد لوكالة «فرانس برس» ان «ستة من السكان قضوا السبت في درعا التي لا تزال تفتقر الى المياه والمواد الغذائية والادوية». واوضح ان من بين الضحايا أسامة أحمد السياني (27 عاما)، نجل إمام الجامع العمري، وانه قتل لرفضه كشف المكان الذي يختبىء فيه والده، مضيفاً ان امرأة حاملا وولديها قتلوا في سقوط قذيفة على منزلهم. وتضامناً مع درعا (جنوب) ودوما (ريف دمشق) المحاصرتين، تظاهرت 50 امرأة تقريباً بعد ظهر امس قبالة مجلس الشعب في قلب دمشق، وحملن أوراقاً كتب عليها «أوقفوا الحصار»، قبل ان تتدخل الأجهزة الأمنية وتعتقل 11 منهن على الأقل، حسب ناشطة شاركت في التظاهرة. كما قوبل التصعيد في درعا بتجدد الدعوات على موقع «فيسبوك» لتجمعات أخرى خلال الأيام المقبلة تحت شعار «أسبوع فك الحصار»، داعية الى التظاهر الأحد في درعا، والاثنين في ضواحي دمشق، والثلثاء في بانياس وجبلة (شمال غرب)، والاربعاء في حمص وتلبيسه (وسط) وتلكلخ عند الحدود مع لبنان. كما ينوي المتظاهرون الخميس تنظيم «اعتصامات ليلية» في المدن كافة. في هذا الوقت، قال رئيس الوزراء السوري عادل سفر ان الحكومة ستعكف خلال الأسابيع المقبلة على وضع خطة كاملة للإصلاحات المنشودة في مختلف القطاعات وفق ثلاثة محاور أساسية تتمثل ب: الإصلاح السياسي والأمني والقضائي، والإصلاح الاقتصادي والسياسات الاجتماعية، واخيرا تطوير الإدارة وتطوير العمل الحكومي. واوضح سفر اثناء ترؤسه جلسة مجلس الوزراء امس أنه سيتم تشكيل ثلاث لجان لإعداد محاور الإصلاحات المذكورة من ذوي الكفاءات الإدارية والفنية والقانونية وبمشاركة واسعة من شرائح المجتمع والمنظمات والنقابات المهنية والشعبية والقوى الاجتماعية والسياسية. على الصعيد الديبلوماسي، وجهت باريس تحذيراً جديداً لسورية على لسان وزير دفاعها الذي قال على هامش مناسبة عسكرية في أوبانيه رداً على سؤال عن رأيه بالوضع في سورية: «نعم يقلقني (...) لأن حال التوتر لا تحتمل»، مضيفا: «دعت الدول الكبرى والامم المتحدة الى ضبط النفس. ما حدث في ساحل العاج وفي ليبيا يدل على ان اي حكومة تبتعد عن بعض المبادىء العامة يمكن ان تتعرض لعقوبات، وآمل في ان يستخلص بشار الاسد الدروس من ذلك». وكان ممثلو دول الاتحاد الاوروبي اتفقوا بشكل مبدئي خلال اجتماع في بروكسيل مساء اول من امس، على فرض حظر على تصدير الاسلحة ومعدات القمع لسورية، وذلك بانتظار إضفاء الصبغة الرسمية على هذا الاتفاق خلال الايام المقبلة. وقال ديبلوماسيون ان السفراء طلبوا ايضا من خبراء اعداد خطط لاحتمال فرض حظر سفر وتجميد اصول على القيادة السورية. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون في بيان بعد الاجتماع ان الاتحاد الاوروبي «يدرس بشكل عاجل اتخاذ اجراءات اخرى ملائمة وهادفة»، ما فسره الديبلوماسيون بأنه اجراءات ضد افراد، في وقت ثمة توقعات بأن يراجع الاتحاد الاوروبي برنامج مساعداته لسورية التي تصل الى 43 مليون يورو (64 مليون دولار) سنويا. وجاء هذا الاتفاق المبدئي الاوروبي بعد فترة وجيزة من فرض الرئيس باراك اوباما عقوبات جديدة على شخصيات سورية قريبة من الأسد، وبعد قرار مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة اول من امس ارسال مهمة تحقيق عاجلة الى سورية.