حالت عقبات «اللحظة الاخيرة» دون توقيع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مشروع الاتفاق المنبثق عن المبادرة الخليجية لحل الأزمة. وتحولت زيارة الامين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني الى صنعاء أمس من زيارة سريعة، لتسليم دعوة مجلس وزراء خارجية الدول الخليجية الى الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة لتوقيع الاتفاق النهائي في الرياض اليوم، الى مفاوضات ماراثونية تنقل فيها الزياني بين دار الرئاسة ومنزل الشيخ صادق الاحمر حيث كانت قيادة المعارضة مجتمعة بعد اعتذار الرئيس عن عدم توقيع الاتفاق. وقال ائتلاف المعارضة (تكتل اللقاء المشترك) انه لا يزال يأمل في الوصول الى حل. وشدد أحد قادة «اللقاء» في اتصال مع وكالة «رويترز» على انه «حتى الآن لدينا أمل في أن تنجح جهود الامين العام لمجلس التعاون في اقناع الرئيس بالتوقيع». وافاد ناطق باسم الرئاسة اليمنية ان صالح اكد للزياني حرصه على كل ما يجنب اليمن أراقة الدماء ويصون مكاسب الوطن ومنجزاته، وأنه كلف احد قادة حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم بتوقيع الاتفاق مع سائر قادة احزاب المعارضة. وقالت مصادر ل»الحياة» أن الزياني انتقل بعد لقائه الرئيس إلى منزل الأحمر لإقناع قيادة المعارضة بوجهة نظر الرئيس حول أعتذاره عن عدم التوقيع والاكتفاء بتوقيع من يمثل حزبه، غير أن قيادة المعارضة أبلغت الزياني رفضها التوقيع على الاتفاق ما لم يوقع عليه الرئيس مسبقاً في ضوء ما نصت عليه بنود المبادرة الخليجية. وأضافت المصادر أن الزياني عاد بعد الظهر الى دار الرئاسة للقاء الرئيس ومحاولة اقناعه بالتوقيع تلبية لإصرار قيادة المعارضة على التزام البنود الحرفية للمبادرة ومضامينها بدون انتقاص بما في ذلك توقيع الرئيس. وحتى ساعة متقدمة من ليل أمس كان الزياني يواصل مفاوضاته مع طرفي الأزمة لإقناعهما بحضور مراسم التوقيع في الرياض اليوم. غير أن المصادر تحدثت عن تعقيدات كبيرة تواجه المبادرة الخليجية في ضوء الاحتقانات السياسية وأجواء التصعيد السياسي والاعلامي وما أفرزته تداعيات الأزمة من إنعدام الثقة بين الطرفين والاتهامات المتبادلة بمحاولة إفشال المبادرة الخليجية. وعقد الرئيس صالح أمس إجتماعاٌ موسعاٌ للجنة العامة للحزب الحاكم، وحكومة تصريف الاعمال، وكتلتي المؤتمر في مجلسي النواب والشورى للبحث في المستجدات والخروج بموقف محدد. وكان «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم قرر إيفاد نائب رئيس الحزب الدكتور عبد الكريم الإرياني إلى الرياض اليوم لرئاسة الوفد الحكومي الذي سيوقع على المبادرة الخليجية لإنهاء الازمة. وشدد الحزب الحاكم في بيان صحافي على أن «المعني بتوقيع الاتفاق هو حزب المؤتمر وشركاؤه وأحزاب اللقاء المشترك وحلفاؤه وليس الرئيس علي عبدالله صالح، مؤكدا عدم سفر الأخير الى الرياض.غير إن الناطق بإسم أحزاب «المشترك» محمد قحطان قال إن المعني بالتوقيع بحسب الاتفاق هو الرئيس صالح وليس الحزب الحاكم. الى ذلك قُتل 5 أشخاص، بينهم ضابط أمن برتبة مقدم وجندي، في إشتباكات في حي المنصورة بمدينة عدن بين قوات من الامن والجيش والمحتجين في الساحة التي اقتحمتها هذه القوات مستعينة بالعربات المصفحة والدبابات وتمكنت من إخلائها من المعتصمين. وأكد ل»الحياة» شهود عيان أن الاشتباكات اندلعت بعد هجوم على قسم الشرطة المجاور للساحة من قبل مسلحين يُعتقد أنهم من المعتصمين في محاولة للاستيلاء عليه من القوة الامنية المتواجدة فيه ما أسفر عن سقوط الضحايا. وردت قوات الامن باطلاق الرصاص على المهاجمين والمعتصمين وقتلت 3 منهم وجرحت 15 آخرين قبل أن تتدخل تعزيزات من الامن والجيش لاقتحام الساحة. وقال مصدر أمني رسمي «ان المقدم احمد حسين محمد الضبيات، والجندي مهدي صالح علي استشهدا وإصيب جنديان آخران هما سنان احمد الجفري، وعبود شايف علي».