يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا استثنائيا، مساء الأحد المقبل في الرياض لبحث حل الأزمة اليمنية بعدما رفض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح التوقيع على المبادرة الخليجية. وقالت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في بيان لها مساء أمس إن وزراء خارجية الخليج سيبحثون «خلال اجتماعهم نتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني إلى صنعاء، بشأن المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، في إطار ما تضمنته المبادرة الخليجية من مبادئ تهدف لحفظ الأمن والاستقرار في اليمن». وسيكون الاجتماع برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري بمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني. وكان الزياني، غادر مساء الأربعاء العاصمة صنعاء بعد رفض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح التوقيع على المبادرة الخليجية. وأجرى الزياني في صنعاء منذ السبت مشاورات مع الأطراف اليمنية في إطار المساعي والجهود الخيرة التي تبذلها دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة الراهنة؛ وفقا لما تضمنته المبادرة الخليجية. وكانت الأنباء قد تضاربت بشأن قبول الرئيس صالح التوقيع على الخطة الخليجية التي تتضمن تقديم استقالته في غضون شهر وتنظيم انتخابات رئاسية بعد ذلك بشهرين مع منحه ورموز نظامه حصانة من الملاحقة القانونية. وقالت مصادر سياسية قريبة من المعارضة اليمنية إن صالح اشترط تغيير أسماء الشخصيات التي ستوقع الاتفاق عن المعارضة اليمنية، وقد استجابت المعارضة لطلب الرئيس غير أنه امتنع بعد ذلك التوقيع على المبادرة. وكان الزياني قام منذ السبت لمحاولة إقناع الطرفين بتوقيع الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بوساطة خليجية وبدعم من دبلوماسيين أمريكيين وأوروبيين. إلى ذلك، قال المسؤول في الحزب الحاكم في اليمن سلطان البركاني، أمس، إن الرئيس علي عبدالله صالح والمعارضة سيوقعان اتفاقية انتقال السلطة التي يرعاها مجلس التعاون الخليجي الأحد. وأضاف البركاني الذي يشغل منصب الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام «لقد أبلغنا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن جميع الأطراف مستعدة للتوقيع على المبادرة الخليجية». وذكر أن الاتفاق الذي ينص على تنحي صالح في غضون شهر سيتم التوقيع عليه الأحد بحضور الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني. وكان الزياني غادر صنعاء مساء الأربعاء بعد خمسة أيام من المفاوضات المكوكية دون التوصل لتوقيع المبادرة التي تسعى لوضع حد للأزمة اليمنية. واتهمت المعارضة الرئيس اليمني بإفشال التوقيع عبر التراجع في اللحظة الأخيرة. وفي المقابل، أكد مصدر في المعارضة البرلمانية المنضوية تحت لواء اللقاء المشترك -طالبا عدم الكشف عن اسمه- أن التوقيع على المبادرة سيتم الأحد. وذكرت مصادر سياسية مطلعة لوكالة الأنباء الفرنسية أن صالح تعرض ل«ضغوط كبيرة» من قبل الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي خلال الساعات ال24 الأخيرة لدفعه باتجاه التوقيع على الاتفاق. ويأتي ذلك فيما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاب الخميس أنه يتعين على صالح أن يحترم التزاماته بخصوص انتقال السلطة. وحث البيت الأبيض الرئيس اليمني، في وقت سابق، على التوقيع على الاتفاق الذي يرعاه مجلس التعاون «ليتسنى لليمن المضي قدما نحو عملية انتقال سياسي». وأكد مسؤول في الرياض أن وزراء خارجية الدول الأعضاء الست سيجتمعون «في الأيام الثلاثة المقبلة» في العاصمة السعودية لبحث الوضع في اليمن. وتنص المبادرة الخليجية على تشكيل حكومة وحدة وطنية تقودها المعارضة وتنحي الرئيس بعد 30 يوما لتنتقل السلطة إلى نائبه ثم تنظيم انتخابات رئاسية جديدة في غضون 60 يوما. وقال مراسل صحافي في صنعاء إن الحزب الحاكم هاجم المعارضة وحلفاءها ووصفهم «بالقوى المتخلفة والمتطرفة والإرهابية» بسبب «المواقف المتشددة وتصعيدها للأوضاع وإصرارها على أن يتم التوقيع على المبادرة الخليجية من قبل كيانات غير شرعية خارجة على القانون وغير معترف بها وغير قادرة على الوفاء بما ورد في الاتفاقية وآلية تنفيذها من بنود والتزامات». وأكد الحزب الحاكم في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) رفضه القبول بتوقيع المبادرة مع تلك الأطراف، في إشارة منه إلى رئيس وأمين عام اللجنة الوطنية للحوار وهي أعلى هيئة للمعارضة اليمنية وشركائها وتمسك الحزب بالتوقيع على الاتفاق من قبل أحزاب معترف بها قانونا.