فرض أصحاب محال خياطة البدل ضريبة مالية مقابل استكمال العسكريين فرحتهم مع أسرهم وزملائهم من طريق رفع أسعار خياطتها وصنع شعارات الرتب بصورة مبالغ فيها وصلت إلى ثمانية أضعاف ما كانت عليه في السابق، إذ لم تكن تتجاوز خياطة الواحدة منها 10 ريالات فقط. ولم يجد أحد العسكريين أحمد الزهراني حلاً سوى إبقاء رتبته العسكرية في مكتبه إلى وقت لاحق بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار التي شهدتها مرحلة الترقيات العسكرية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل أسابيع. وتنوعت المحال في أسعارها، إذ أبقى البعض منها قائمة الأسعار كما هي، في حين عملت عدد من المحال الأخرى، خصوصاً في شمال محافظة جدة والمناطق الأخرى إلى رفعها بشكل خرافي، الأمر الذي سبب أزمة لدى البعض في ما يتعلق بتفصيل البدل الجديدة. وقال أحد الخياطين في محال البدل العسكرية في جدة عبدالله محمد ل «الحياة» إن الأسعار لديهم في المركز لم تتغير نهائياً، مشيراً إلى أن هناك بعض المحال التي رفعت أسعارها من دون غيرها ومن دون أسباب مقبولة سوى أن هناك إقبالاً كبيراً من العسكريين بعد الترقيات التي منحت لهم أخيراً من الدولة. وبشأن الحديث عن الأسعار الحالية مقارنة بالسابق، أكد أنهم لم رفعوا الأسعار نهائياً، لكن هناك إقبال كبير على خياطة الرتب وتفصيل بدل جديدة لعشرات العسكريين، الأمر الذي استدعى منحهم مواعيد تمتد إلى 30 يوماً بعد أن كانت في السابق لا تتجاوز الأسبوع الواحد فقط. وفي السياق ذاته، أرجع أحد الخياطين (رفض ذكر اسمه) ل «الحياة» ارتفاع الأسعار في خياطة الرتب العسكرية إلى رغبة العسكريين أنفسهم في إنجاز خياطتها بأسرع وقت ممكن، الأمر الذي دعا بعض المحال إلى رفع قيمتها لرؤيتها رغبة أصحابها الملحة. من جانبه، أكد مسؤول في مركز الشرق الأوسط لخياطة البدل العسكرية عبدالله الوجيه أن لديه معلومات عن الكثير من المحال في المحافظة الساحلية وفي منطقة جازان وأبها وغيرها من المناطق الأخرى عملت على رفع أسعار خياطتها إلى الضعف، مشيراً إلى أنه لا يعرف سبباً لذلك سوى غياب الرقابة عنهم. وقال إن مركزه لم يزد الأسعار سواء في ما يتعلق بخياطة البدل الجديدة أو الرتب العسكرية، مضيفاً أن مواعيد خياطة البدل تغيرت عن السابق، إذ إن خياطة البدلة في السابق لا تستغرق سوى 24 ساعة، في حين تستغرق خياطة البدلة الحالية أكثر من خمسة أيام. ورأى الخياط ديوان فايد الشميري أن أسباب ارتفاع الأسعار في محال خياطة البدل العسكرية تعود إلى الإقبال الكبير من العسكريين، خصوصاً بعد أمر ترقيتهم إلى رتب مختلفة، إذ وصلت الأسعار إلى مستوى خيالي، مما اعتبرها البعض من أصحاب المحال فرصة لتعويض فترة الركود خلال المواسم الماضية. واتفق عدد من الخياطين في محال خياطة البدل العسكرية على أنهم لا يرون سبباً مقنعاً لزيادة أسعار الخياطة من بعض المراكز العاملة في هذا الخصوص، لكنهم أرجعوا ذلك إلى أسباب أبرزها «الجشع» بطريقة غير مقبولة. وشددوا على أنهم يحتفظون بزبائنهم من العسكريين منذ سنوات عدة، لذا لم يُقدِموا على رفع الأسعار أو زيادة قيمة خياطة الرتب الجديدة على رغم الإقبال المتزايد على محالهم خلال الأيام الماضية وضغط العمل على مدار ال24 ساعة.