ردت الرئاسة الفلسطينية أمس على تصريح مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض ليل الجمعة - السبت بأن الولاياتالمتحدة تعتبر «حائط البراق» في القدس (المبكى، أي الجدار الغربي للمسجد الأقصى) جزءاً من إسرائيل، فأعلنت أن فلسطين «لن تقبل بأي تغيير على حدود القدسالشرقيةالمحتلة عام 1967»، في وقت وجه وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان تهديداً مبطناً للرئيس محمود عباس عندما قال إنه لا يزال حياً بفضل التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل. واعتبر الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أن الموقف الأميركي من حائط المبكى «يؤكد مجدداً أن الإدارة الأميركية الحالية أصبحت خارج عملية السلام في شكل كامل». وقال إن «استمرار هذه السياسة، سواء في ما يتعلق بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أو نقل السفارة الأميركية إليها، أو البت في قضايا الحل النهائي من طرف واحد، خروج عن الشرعية الدولية وتكريس للاحتلال، وهو بالنسبة إلينا أمر مرفوض وغير مقبول ومدان» وكان المسؤول في البيت الأبيض قال في إيجاز صحافي: «لا نستطيع تصور أي وضع لا يكون فيه حائط المبكى جزءاً من إسرائيل. لكن، كما ذكر الرئيس (دونالد ترامب)، فإن ترسيم حدود دولة إسرائيل السيادية سيكون جزءاً من الاتفاق في شأن الوضع النهائي... وتجدر الإشارة إلى أننا لا نستطيع التصور أن إسرائيل ستوقع على اتفاق سلام لا يشمل حائط المبكى». وفيما شيّع آلاف الفلسطينيين أمس أربعة شبان قتلوا الجمعة خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي اندلعت في إطار الاحتجاجات على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، دعت حركة «فتح» التي يترأسها عباس أمس الفلسطينيين إلى مواصلة الاحتجاج على القرار الأميركي، بما في ذلك التظاهر داخل المدينة المقدسة وحولها الأربعاء، يوم وصول نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، وقطع الطرق الالتفافية أمام المستوطنين. ويُنذر إغلاق الطرق الالتفافية التي يستخدمها المستوطنون لتجنب المرور عبر الأراضي الفلسطينية، بمزيد من الصدامات، في وقت أعلنت «فتح» الجمعة المقبل «يوم غضب» في جميع الأراضي الفلسطينية «رفضاً وتنديداً بالقرار الأميركي الجائر». وألغيت زيارة بنس لبيت لحم في أعقاب إعلان عباس أنه لن يستقبله. ومن المقرر أن يقضي بنس، وهو مؤيد قوي لقرار ترامب، ثلاثة أيام في المنطقة يزور خلالها مصر وإسرائيل. وقال مسؤول إن نائب الرئيس الأميركي لا يعتزم تشجيع مصر على الضغط على الفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات، معرباً عن اعتقاده بأن «من المناسب للفلسطينيين أن يستوعبوا ما حدث، وبمجرد مراجعتهم تصريحات الرئيس بوضوح، سيدركون أن شيئاً لم يتغير لجهة القدرة على التوصل الى اتفاق سلام تاريخي». ويبني الأميركيون آمالهم على زيارة بنس الذي يتوقع أن يصل الأربعاء إلى القدس. وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن هذه الزيارة «هي في شكل ما نهاية فصل وبداية آخر. ونحن مستمرون في تركيزنا على عملية السلام وكيف يمكن أن نقود هذا الوضع نحو نتيجة ما». وأوضح مسؤول أميركي آخر: «نتفهم أن الفلسطينيين بحاجة إلى مهلة للتفكير، هذه ليست مشكلة... سنكون على استعداد حين يكون الفلسطينيون مستعدين للالتزام مجدداً» بالمحادثات. ويفترض أن ينضم إلى بنس مبعوثُ ترامب إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات. في هذه الأجواء، نقلت صحيفة «»تايمز أوف إسرائيل» عن ليبرمان قوله أثناء فعالية في القدس أول من أمس إن «عباس معني بالتنسيق الأمني ليس بأقل منا وربما أكثر، وهو لا يزال على قيد الحياة بفضل هذا التنسيق»، مشيراً الى أن «حماس» اغتالت عدداً من كبار المسؤولين في «فتح» أثناء سيطرتها على قطاع غزة عام 2007، وأضاف أن التنسيق الأمني أنقذ عباس من ذلك المصير. من جهة أخرى، انتخبت جمعية الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، خلال مؤتمرها الدوري في الأممالمتحدة في نيويورك، دولة فلسطين عضواً في مكتب الجمعية. واعتبرت البعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة، أن هذا القرار «ينم عن الثقة التي توليها الدول الأعضاء في المحكمة لدولة فلسطين، إيماناً منها بقدرتها على القيام بهذا المنصب والمسؤوليات المنوطة بها، رغم حداثة عضويتها».