كثفت ميليشيات الحوثيين تنكيلها بقيادات حزب "المؤتمر الشعبي العام" والقوات المسلحة ومشايخ القبائل الموالين للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، على رغم تحذير منظمات دولية معنية بحقوق الإنسان من عواقب الممارسات الانتقامية بحق أنصار الرئيس الراحل وأقاربه. تزامن ذلك مع مقتل 70 عنصراً من الميليشيات خلال مواجهات وغارات في جبهات عدة، بينها محافظة حجة يومي الخميس والجمعة الماضيين. وأكدت معلومات طبية استقبال المستشفى العسكري في الحديدة أكثر من 300 جثة للحوثيين، خلال أسبوع. (راجع ص2) وكشفت مصادر في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أن منظمات إغاثة أجلت موظفيها من صنعاء، بسبب "سلوك الحوثيين وأعمالهم الإجرامية". ووصلت إلى عدن والضالع مساعدات غذائية وطبية قدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات. وأكدت مصادر متطابقة أن جماعة الحوثيين اعتقلت في صنعاء خلال الساعات ال24 الماضية، عشرات الضباط والمشايخ، إضافة إلى أعضاء في مجلسي النواب والشورى، تتهمهم الجماعة بالمشاركة في انتفاضة علي صالح ضدها، ومواجهة مشروعها لمصلحة إيران. وأشارت مصادر إلى أن مسلحي الميليشيات بقيادة محمد زيد المنصور، اقتحموا منزل خالد الرحبي زوج ابنة الرئيس الراحل، ونهبوه بالكامل، في وقت وجهت إنذارات إلى العشرات من أقارب صالح وأنصاره باقتحام منازلهم وإيداعهم السجون، ما لم يتعاونوا معها ويرضخون لمطالبها، وفي مقدمها التبرؤ من الرئيس الراحل واتهامه بالخيانة والتآمر على الوطن. وبعد هزائم منيوا بها في محافظة شبوة حيث استعاد الجيش اليمني السيطرة على مديريتي عسيلان وبيحان، تكبدت الميليشيات هزائم قاسية على جبهات الساحل الغربي، نتيجة ضربات موجعة تجسدت في سيطرة الجيش على معسكر "أبي موسى الأشعري"، وتحريره مديرية الخوخة وميناء الحيمة العسكري والتحيتا، وأطراف مدينة زبيد واقترابه إلى مسافة 120 كيلومتراً من الحديدة ومينائها التجاري الذي بات هدفاً رئيساً للقوات الحكومية لاستعادته من الانقلابيين، وقطع شريان الإمداد المالي والعسكري والاقتصادي للحوثيين في صنعاء. واستقبلت مستشفيات محافظة حجة أكثر من سبعين جثة للحوثيين يومي الخميس والجمعة، نقلت من جبهة الساحل (الخوخة- حيس- التحيتا) التابعة لمحافظة الحديدة. وأكدت مصادر طبية أن "ثلاجة الموتى في المستشفى الجمهوري في حجة امتلأت بالجثث، وأن الأعداد قابلة للارتفاع مع استمرار الانكسارات المتتالية للميليشيات في أكثر من جبهة". وكثفت مقاتلات التحالف العربي غاراتها خلال الساعات ال24 الماضية، وقصفت عدداً من المواقع والآليات العسكرية للحوثيين في محافظة حجة. وفي محافظة حجة، خاضت قبيلة بني سراع معارك شرسة في مديرية الشغادرة ضد الميليشيات التي تحاول اقتحام المنطقة منذ انتفاضة الرئيس الراحل. وتواجه القبيلة أعنف انتقام من الحوثيين، وسقط المئات من أبنائها بين قتيل وجريح، ودمرت المنازل والمزارع، ولا تزال تتعرض لقصف الحوثيين بكل أنواع الأسلحة، ولا تزال صامدة. وحققت القوات الحكومية تقدماً مهماً على جبهتي محافظتي صعده والجوف، وسيطرت على الطريق الدولي الرابط بينهما ما يساعد في توفير طرق آمنة للإمداد وتعزيزات تحتاجها القوات الشرعية على جبهة صعدة، معقل زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي. وتمكنت قوات الجيش من التقدم في جبهة مديرية نهم شرق صنعاء وسيطرت على مواقع جديدة. وفي تعز، قتل أربعة من عناصر الجيش اليمني أمس، بانفجار عبوة ناسفة زرعها الحوثيون. وشنت طائرة أميركية من دون طيار أول من أمس، غارة على موقع لعناصر تنظيم "القاعدة" في منطقة يكلا في محافظة البيضاء وسط اليمن، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.