سيطرت القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي على أجزاء من مديرية حيس بمحافظة الحديدة في إطار عملياتها لاستعادة السيطرة على المحافظة الساحلية. وذكرت مصادر عسكرية ميدانية أن طلائع القوات الشرعية تمكنت من التقدم عدة كيلومترات في مديرية حيس ووصلت إلى مدينة حيس (40 كم جنوب مدينة زبيد) من اتجاه النجيبة والهاملي التابعتين إدارياً لمحافظة تعز، بالتزامن مع تقدم آخر من الخوخة إلى التحيتا، وسط مواجهات عنيفة. وأكدت المصادر استمرار القوات الحكومية في مهاجمة مواقع الحوثيين في حيس، وسيطرتها على مثلث حيس-الخوخة، فيما اقتربت القوات الحكومية من السيطرة على مفرق التحيتا زبيد، وتقوم الفرق الهندسية بنزع الألغام من الطرقات والمزارع الواقعة بين مديريتي حيس والتحيتا. وتزامنت المواجهات مع إسناد جوي من قبل مقاتلات التحالف التي شنت سلسلة غارات مكثفة تعزيزات الحوثيين في الجراحي، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى وتدمير آليات ومركبات عسكرية ليل السبت - الأحد. وذكرت مصادر محلية وطبية أن الحوثيين قاموا بإغلاق جميع الشوارع المؤدية إلى المستشفى العسكري وأن عربات دخلت محملة بجثث القتلى وأيضاً الجرحى. وسبق أن شنت مقاتلات التحالف قرابة 10 غارات على مواقع وتعزيزات الحوثيين في حيس والتحيتا، وأسفرت عن مقتل 10 وإصابة 9 آخرين وتدمير 4 مركبات، بحسب مصادر محلية وطبية. جدير بالذكر أن مديرية حيس تبعد بضع كيلو مترات عن مديرية زبيد التي كانت عاصمة للدولة الأشاعرية وهي مدينة اشتهرت بالعلم ونشر الثقافة على مدار قرون من الزمن، وهي كذلك على مقربة من عاصمة الزرانيق الذين قادوا ثورات ضد الإمامة في اليمن خلال القرن التاسع عشر. وفي اتصال هاتفي مع "الرياض" أكد أحد أعضاء المكتب السياسي للحراك التهامي أن قوات المقاومة الوطنية والجيش الوطني تمكنت بإسناد من التحالف العربي من تحرير كامل أراضي مديرية حيس بمحافظة الحديدة. كما أكد وكيل أول محافظة الحديدة وليد القديمي، أن قوات الجيش الوطني مستمرة في عملياتها العسكرية حتى تحرير كامل الساحل الغربي الذي باتت على بعد 60 كلم من عاصمته الحديدة. وتعيش ميليشيات الحوثي حالة من الاستنفار في داخل مدينة الحديدة جراء تقدم القوات الشرعية التي وصلت إلى ثالث مديرية في محافظة الحديدة. ومع تقدم القوات الحكومية، دفعت ميليشا الحوثي بتعزيزات كبيرة وغير مسبوقة من محافظة إب الى مديرية الجراحي، وانتشرت وسط القرى ومزارع المواطنين بالقوة، في محاولة لإيقاف القوات الحكومية، ودعم قواتهم المنهارة. كما نشرت المليشيا قناصة في المنازل المرتفعة، وتتواجد عرباتها العسكرية بين الأحياء السكنية وبالقرب من الأسواق ويتخذون منها دروعا بشرية، وشهدت المنطقة نزوحا لعشرات الأسر. من جانب آخر كشفت مصادر محلية وقبلية عن قيام ميليشيا الحوثي بمحافظة حجه بتصفية أكثر من 30 شخصا، بينهم مشايخ وقيادات في حزب المؤتمر الشعبي وأطفال واختطاف أكثر من مئة وخمسين آخرين، منذ تفجر الصراع بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام. وتشير إحصائية أولية لجرائم الحوثيين، عن قيامهم بتفجير أكثر من 20 منزلاً وتضرر 106 منازل بجانب ما تم تفجيرها بأضرار مختلفة بينها محال تجارية. على صعيد آخر، بعدما كان الغموض يلف مصيره، ظهر ياسر العواضب، القيادي البارز في حزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بعد نحو خمسة أيام من حادثة مقتل الأخير على أيدي الحوثيين. وقال العواضي في تغريدات له على صفحته الرسمية بموقع «تويتر»، إنه آثر البقاء في العاصمة صنعاء وإخراج جثمان صالح والزوكا، اللذان دفنا بما لا يليق بهما وبنا»، حسب قوله. وكانت جماعة الحوثي قد اشترطت دفن صالح بحضور عدد من أقاربه ومنعوا تشريح الجثة أو الإعلان عن موعد الدفن. وقال العواضي إنه عمل مع نائب رئيس حزب المؤتمر صادق أمين أبو راس، على إخراج جثمان عارف الزوكا وعائلته من صنعاء إلى مسقط رأسها في محافظة شبوة. وأوضح «ربما كانت لدي فرصة بمغامرة للخروج من صنعاء ولكن لم تسمح لي أخلاقي ومروءتي، وأنا الذي لم أترك الزعيم والأمين (صالح وعارف) وهما حيان، أن اتركهما وهما ميتان ولذلك آثرت البقاء مهما كان الثمن، حتى أعمل على إخراج عوض عارف (نجل الزوكا) وعائلته، وما استطعت إخراجه من الآخرين، أنا وأبو راس ومواراة جثمانهما. وأضاف «أما وقد تم ذلك وإن لم يكن بما نريد ولا بما يليق بهما وبنا، فلست في حاجة لا للخروج ولا لغير ذلك وما جاء من الله حيا به. وأوضح أنه حال بينه وبين الزوكا وصالح في الأيام الأخيرة المعارك ولم يتمكن من الوصول إليهما، مؤكداً أن الموت والحياة عنده أصبح سواء. ودعا العواضي أنصار حزب المؤتمر الذي كان يرأسه الرئيس السابق إلى التماسك والالتفاف حول صادق أبو راس، الذي يقود الحزب خلال الفترة الحالية. الخوخة باتت تحت سيطرة القوات اليمنية