لماذا تفوّق المدرب الشاب غوارديولا في برشلونة؟ ولماذا لم ينجح المدرب البرتغالي مورينهو في ريال مدريد، على رغم نجاحه في كل الأندية التي أشرف على تدريبها؟. الإجابة بسيطة، فمدرب برشلونه شاب متحمس زرع الانضباطية والحماس في أوردة اللاعبين، إضافة إلى فكره التدريبي، وبالتالي قدم لنا توليفة رائعة من اللاعبين وقدم لنا لوحات فنية عالية الجودة، وعلى الطرف الآخر هناك وفرة في النجوم في ريال مدريد ومدرب ذكي، لكن من أين يأتي بالحماس الذي يفتقده لاعبو ريال مدريد، إلى درجة يصفهم مورينهو بالأموات، إذاً ماذا تفعل إذا كان لديك نجوم كبار ولا يبذلون كل الجهد المطلوب منهم؟ وكيف يتحوّل الفريق من «ميت» في حسه بليد في أدائه الفني إلى جذوة حماس وعطاء؟. ما ينطبق على ريال مدريد وبرشلونة، ينطبق على بعض الأندية السعودية، فخلال العقدين الماضيين مر على الأندية السعودية عدد كبير من المدربين، ووضح أن الساحة تحتفظ بالمدربين الأقل جودة، بينما المدرب الجيد يغادر ويرفض سياسة الأندية السعودية التي تعتمد على طريقة «سددوا وقاربوا» وخلوا الدرعى ترعى. تسلّط النجم الأوحد في بعض الأندية لدينا من أكبر عوائق عمل المدربين الجيدين في الأندية السعودية، ويعتبر النجم محمد نور نموذجاً حياً لمثل هذه الإفرازات فهو يستطيع تحديد بقاء المدرب أو مغادرته، وسبق أن حصل أدوار مماثلة لهؤلاء النجوم في الأندية السعودية كافة، منها الهلال عندما أشرف على الفريق المدرب الهولندي هانجيم وبمجرد محاولته ترويض نجومية اللاعب سامي الجابر وبعض اللاعبين الكبار في الفريق قلبوا له ظهر المجن حتى غادر، وحدث هذا أخيراً في الاتفاق، إذ أسهم اللاعب صالح بشير وبعض اللاعبين الكبار في إقصاء المدرب البرتغالي والموسم على مشارف النهاية، واضطر مجلس الإدارة إلى اتخاذ القرار الصعب، وتم إعفاء المدرب وإحضار المدرب التونسي يوسف الزواوي بديلاً عنه. المدرب الجاد يزرع النظام والانضباطية ويعتمد على سياسة المساواة بين اللاعبين، وهذا مبدأ يرفضه النجوم المدللين على الأقل في المنطقة العربية، وسيجد المدرب الأوربي مشقة في عمله بالأندية السعودية التي لا تعاني من خروج بعض اللاعبين عن النص بل ومن الفكر الإداري الضعيف والفكر الإعلامي المبني على المصالح الشخصية، والفكر الجماهيري المبني على العاطفة. محمد نور وخالد عزيز وإبراهيم هزازي وشقيقه نايف نموذج للعقلية التي يعاني منها المدربون، والحل في المحلول. [email protected]