التفكير في صناعة فريق بطل لا يعتمد على المال فقط بل يعتمد على المال والفكر الفني معاً، وأي خلل في هذين المعيارين يعني الدوران في حلقة مفرغة. نعرف أن لدينا أكثر من نادٍ يحاول صناعة فريق بطل يعيد النادي للمنصات، ومن هذه الأندية النصر والأهلي والاتفاق، ونعرف أن المال متوافر في النصر والأهلي وقد يتوافر مع المال في الناديين الفكر، لكن الاتفاق الذي يتفوق بالفكر يعتبر أقل إمكانات مالية من النصر والأهلي، ومع هذا ففرص صناعة فريق بطل في الأندية الثلاثة واردة في ظل الزخم التحضيري الذي يدور في أروقة الأندية الثلاثة حالياً. فريقا برشلونة وريال مدريد أفضل وأوضح مثال على صناعة فريق بطل، ففي ريال مدريد كانت لغة المال هي محور التفكير، لذا أبرم النادي صفقات خيالية وجلب لاعبين مميزين للغاية وفي مقدمهم البرتغالي كرستيانو رونالدو واللاعب البرازيلي الفذ كاكا مع حفنة تعاقدات محلية وخارجية، والنتيجة الخروج المر من كل البطولات بخفي حنين في موسمين متتاليين وأقساها الخروج المر من فريق بوردو الفرنسي المغمور على الساحة الأوروبية من دوري الأبطال الأوروبي. على النقيض كان برشلونة بمديره الفني الشاب يفكر في الأمور الفنية أكثر من الفكر المالي، لذا أبرم تعاقدات عدة متوسطة العيار ولا تقارن بصفقات ريال مدريد نهائياً، بل إن المدير الفني جرديولا استغنى عن 14 لاعباً في موسمه الأول مع الفريق، وحقق في موسم واحد ست بطولات كرقم قياسي صعب المنال، وكاد يكرر المشهد هذا الموسم لولا براعة مورينهو البرتغالي الذي أقصى فريق برشلونة من نصف نهائي أوروبا وتأهل بفريقه لنهائي دوري أبطال أوروبا. الذي يفكر في صناعة فريق بطل عليه الأخذ بالرأي الفني أكثر من الفكر المالي، فقد يتم إبرام صفقات مع لاعبين كبار من دون أن يستفيد منهم الفريق، وقد يتم إحضار لاعبين متوسطي المستوى الفني تتم الاستفادة منهم طوال الموسم. الرصيد المالي لا يكفي لصناعة فريق بطل، والفكر الفني لا يكفي في ظل شح الموارد المالية. وائتلاف المال مع الفكر الفني ينتج معادلة كيماوية تصعد بها الفرق للمنصات وتعيد الهيبة والفرحة في أوردة وشرايين الكيان الكبير. [email protected]