غابت الفلوجة عن الانتخابات التشريعية التي أجريت في عموم البلاد امس، بسبب سيطرة «داعش» عليها، وعجز مفوضية الانتخابات من فتح مراكز اقتراع فيها بعد انهيار الشرطة المحلية، فيما واصل الجيش عملياته على اطرافها. وقال مسؤول في مكتب المفوضية الرئيسي في الرمادي ل «الحياة» انه كان «يفترض أن يتم فتح 375 مركزاً انتخابياً في الأنبار ولكن استحالة الأمر في الفلوجة التي يشكل سكانها ثلث الناخبين قلص العدد إلى 200 مركز». وأوضح أن «عدد الناخبين في الانبار 893 الف ناخب، بعضهم نازح داخل المحافظة وفي 9 محافظات وإقليم كردستان، حيث تم فتح مراكز اقتراع لهم». وزاد ان «مناطق الكرمة والصقلاوية، شمال الفلوجة، والعنكور والطاش وحي البكر والضباط والملعب جنوب الرمادي لم تفتح فيها مراكز اقتراع بسبب العمليات العسكرية الدائرة، فيما تم فتح مراكز لنازحي الفلوجة والرمادي وفق آلية التصويت المشروط من دون الحاجة إلى بطاقة الناخب الالكرتونية في مناطق عانة وحديثة وراوة». وقال احمد الجميلي، وهو أحد شيوخ عشائر الفلوجة في اتصال مع «الحياة» إن «المدينة لم تشهد عملية اقتراع وكأنها غير عراقية»، وأضاف: «شاهدنا الأجواء الانتخابية على شاشات التلفاز فقط، فلا مرشحين ولا ملصقات انتخابية لأننا نعيش حالة حرب». وأشار الى أن «الأهالي منقسمون، بعضهم يقول إن اصواتنا ستذهب إلى سياسيين لا يمثلوننا، وآخرون يرون عدم جدوى المشاركة»، وأضاف إن «سكان المدينة ملتزمون فتاوى رجال الدين الذين يدافعون عن الفلوجة، وجميعهم يرفض المشاركة في الانتخابات». وكان الشيخ عبدالملك السعدي الذي يمثل مرجعاً لرجال الدين في الفلوجة، أعلن الاثنين الماضي تحريمه المشاركة في الانتخابات «بسبب التزوير الذي رافق التصويت الخاص بعناصر الجيش والشرطة»، كما أن القيادي البارز في «المجلس العسكري لثوار الفلوجة» عبدالله الجنابي، انتقد الانتخابات في احد جوامع المدينة قبل أيام. لكن رجال دين سنّة بينهم احمد الكبيسي، وعبدالكريم زيدان، وهاشم جميل اعتبروا المشاركة في الانتخابات «فرض عين»، فيما اصدر السعدي بياناً صباح امس اعتبر الانتخاب خياراً شخصياً وقال إن فتواه غير ملزمة، ما أدى إلى تزايد عدد المصوتين في مدن الانبار التي فتحت فيها مراكز التصويت، وسط معلومات عن نسب تصويت مرتفعة في تلك المراكز. وقضى أهل الفلوجة يوم الانتخاب يتلقون القصف المدفعي، وشراء المواد الغذائية التي لا تتوافر في شكل يومي، ويدخلها المسلحون إلى المدينة عبر منافذ سرية تحت سيطرتهم، على رغم الحصار الذي تفرضه قوات الجيش. وقال عضو مجلس عشائر الفلوجة محمد البجاري ل «الحياة» إن المدينة «شهدت مقتل شخصين واصابة 15 بسبب القصف الذي تعرض له عدد من الأحياء، ومنها حي الشهداء وجبيل جنوبالمدينة وحي الشركة والعسكري وحي الضباط في وسطها ومنطقة الازركية وحي الجولان غرباً». وأضاف ان «اشتباكات اندلعت بين مسلحين وقوات الجيش في منطقة السجر». الى ذلك، أعلنت «قيادة عمليات الانبار» امس أن «قوة أمنية تمكنت من قتل 16 عنصراً من تنظيم داعش بينهم مسؤول الدفاع الجوي في التنظيم شمال مدينة الفلوجة». وجاء في بيان لقوة تابعة للفرقة الأولى أنها نفذت صباح امس عملية دهم وتفتيش في منطقة السجر، «ما أسفر عن مقتل المدعو فرحان خميس سحام الملقب بأبو عفر وهو مسؤول ما يعرف بالدفاع الجوي في داعش». وأضاف البيان ان «لواء مغاوير حرس الحدود تمكن من تدمير 12 صهريج وقود على الشريط الحدودي مع سورية، شمال منفذ الوليد، كانت متجهة لتزويد عربات داعش داخل العراق بعد اشتباكات مع العناصر الارهابية التي كانت ترافق هذه الصهاريج». وفي الرمادي أفاد مصدر امني ان قذائف هاون سقطت امس بالقرب من احد المراكز الانتخابية في منطقة حصيبة، شرق الرمادي، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية في أحد المنازل من دون وقوع خسائر بشرية. وفي بغداد قال مصدر امني أن 16 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح بست قذائف هاون على مناطق سبع البور والغزالية وأبو غريب، وأوضح ان ثلاث قذائف سقطت في قرية الزيدان في منطقة ابو غريب، واثنتين سقطتا على منطقة الغزالية وواحدة على منطقة سبع البور. الى ذلك، أعلنت الاجهزة الامنية في محافظة ديالى مقتل واصابة 9 اشخاص بانفجار استهدف ناخبين شمال شرقي بعقوبة، فيما نجا مسؤولان احدهما امني بتفجير استهدف موكبهما في محافظتي ديالى وكركوك. وقال مصدر امني ل «الحياة» ان «عبوة ناسفة انفجرت قرب مركز انتخابي شمال قضاء المقدادية ما أدى الى قتل 3 واصابة 6». وأضاف ان «قذائف هاون سقطت ايضاً قرب مركز انتخابي شرق القضاء من دون تسجيل خسائر او اصابات». وقتل وأصيب تسعة اشخاص بينهم عناصر من الجيش في هجومين في قضاء الدبس، شمال محافظة كركوك، في حين اسفر انفجار استهدف ناخبين، قرب مركز انتخابي عن مقتل امرأة وجرح شخصين آخرين.