تصاعدت المواجهات بين القوات الحكومية السودانية ومتمردي «الحركة الشعبية - الشمال» في ولاية جنوب كردفان المضطربة المتاخمة لجنوب السودان، في معارك «كسر عظم»، ما أوقع عشرات القتلى من الطرفين اللذين يسعيان الى تعزيز موقفهما العسكري مع اقتراب فصل الخريف الذي تتوقف فيه العمليات. وأعلنت الخرطوم أن قوات مشتركة من الجيش و»قوات الدعم السريع»، صدّت هجوماً من المتمردين للعودة الى منطقة دلدكو الاستراتيجية التي فقدوا السيطرة عليها الأسبوع الماضي. وقتل في المعركة التي استمرت ساعات السبت، القائد الميداني ل «قوات الدعم السريع» العقيد حسين جبر الدار الذي اصيب بشظايا قذيفة صاروخية سقطت على سيارته وأودت بحياته مع عدد من جنوده. وأفادت معلومات بأن 58 متمرداً قتلوا، فيما قتل 12 من القوات الحكومية. وقال الناطق باسم «الحركة الشعبية» المتمردة أرنو لودي ان قواتها بدأت «هجوماً كبيراً وحاسماً على دلدكو»، موضحاً أن القتال تواصل حتى مساء السبت. وأكد وزير الدفاع عبد الرحيم حسين مقتل العقيد جبر الدار، وقال ان معارك عنيفة دارت فى دلدكو التي حاولت قوات المتمردين استردادها على مدى يومين، موضحاً أنها المرة الثالثة التي يحاول المتمردون العودة الى دلدكو بعدما حشدوا قوات كبيرة. وأكد حسين أن القوات الحكومية كبّدت المتمردين خسائر فادحة وغنمت دبابة وكمية من الأسلحة والذخائر. وأعلنت «قوات الدعم السريع» التابعة لجهاز الأمن السوداني الثلثاء الماضي، أنها قتلت أكثر من مئة من المتمردين وخسرت 78 من عناصرها في ولاية جنوب كردفان خلال الأسبوع الماضي. وأكد قائد «قوات الدعم السريع» في جنوب كردفان اللواء عبد الحفيظ أحمد البشير، السيطرة على منطقة دلدكو التي تعتبر قاعدة مهمة للمتمردين، موضحاً أنهم فشلوا مرتين في العودة إليها. وبدأت القوات الحكومية حفر خنادق لحمايتها من هجمات معاكسة جديدة. وأعلن وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم حسين، لدى زيارته كادقلي الجمعة، اكتمال استعدادات الجيش لإطلاق محاور جديدة ضمن عمليات «الصيف الحاسم»، في جنوب كردفان. دارفور من جهة أخرى، قتل جندي رواندي في القوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في دارفور «يوناميد» وأصيب ثلاثة آخرون فيما كانوا يحاولون إنهاء خلاف قبلي في دارفور. ودفعت أعمال عنف بين قبيلة الفور غير العربية وميليشيات عربية، مجموعة من القوة المشتركة إلى القيام بوساطة بهدف احتواء التوتر. وأضافت القوة المشتركة أن عناصر في الميليشيات العربية أظهروا عداء حيال عناصر «يوناميد» وبادروا بإطلاق النار عليهم. ودان قائد القوة المشتركة محمد ابن شمباس «العمل الإجرامي الشائن»، مؤكداً ان الجنود الدوليين «حاولوا احتواء الخلاف بنية سليمة». وفي نيويورك، دان مجلس الأمن بأشد العبارات الهجوم، مطالباً في بيان صدر بإجماع أعضائه ال 15، الحكومة السودانية بإجراء تحقيق سريع في الحادث وإحالة المسؤولين عنه أمام القضاء. وفقدت القوة المشتركة 58 عنصراً منذ نشرها نهاية العام 2007. على صعيد آخر، ناقش نائب الرئيس السوداني بكري حسن صالح امس، مع قيادات من المعارضة ارتضت الحوار مع الحكومة لتحقيق مصالحة وطنية، تسريع خطوات الحوار وتهيئة المناخ لإنجاحه، ووعد بدرس طلب المعارضة الإفراج عن زعيم حزب الأمة الصادق المهدي المعتقل منذ ثمانية أيام. وقال نائب رئيس «حزب الإصلاح الآن» حسن رزق في تصريح عقب اللقاء مع صالح، ان الرئاسة جددت التزامها الحوار وتهيئة مناخه والاستجابة الى طلبات المعارضة في هذا الشأن، وعدم التراجع عن الحريات بعد تعطيل صحيفة الأسبوع الماضي، وتحذير السلطات وسائل الإعلام من مغبة تجاوز «الخطوط الحمر».