توعد وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم حسين الحركات المسلحة في دارفور ب «صيف حاسم» للقضاء عليها قبل حلول فصل الخريف، داعياً إياها إلى لتفاوض مع الحكومة والبحث عن حل سلمي، في حين هدد مدير الأمن السوداني بتجريد حملة عسكرية جديدة لضرب المتمردين في ولاية جنوب كردفان المضطربة المتاخمة لجنوب السودان. وتعهد وزير الدفاع في احتفال لقوات الدعم السريع التابعة لجاهز الأمن والاستخبارات في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بتحقيق انتصارت على المتمردين، لافتاً إلى أن الحكومة ترحب بالراغبين في الانضمام الى عملية السلام، من حركات التمرد في دارفور. وأضاف: «على المتمردين العودة للسلام قبل أن يطاولهم الحسم»، مؤكداً أن الحكومة أعدت العدة للقضاء على التمرد في الإقليم. إلى ذلك، أعلن مدير جهاز الأمن والاستخبارات محمد عطا ارسال قوة جديدة من قوات الدعم السريع إلى ولاية جنوب كردفان، حيث ينشط متمردو «الحركة الشعبية - الشمال» والعمل على بسط الأمن. ونفى قائد قوات الدعم السريع في دارفور محمد حمدان دقلو، ارتكاب العناصر التابعة له جرائم حرب وانتهاكات لحقوق المدنيين في الإقليم واتهم الحركات المسلحة بالعمل على تشويه صورتهم. في المقابل، اتهم زعيم «حركة تحرير السودان» مني أركو مناوي قوات حفظ السلام المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد) ب «غض الطرف» عن «عمليات تطهير عرقي» تمارسها ميليشيات تدعمها الخرطوم، الأمر الذي نفته الخرطوم. وقال مناوي أثناء زيارة للعاصمة الفرنسية باريس إن البعثة المشتركة لحفظ السلام في دارفور موجودة لحماية المدنيين ومراقبة السلام، لكنها «لا تقوم بمهمتها». واتهمها ب «التستر على جرائم حكومة السودان وإضفاء المشروعية على الإبادة». وأضاف أن هناك تصعيداً عسكرياً في دارفور وميليشيات «الجنجاويد» تستهدف المدنيين، محذراً من تفاقم المشكلة ومن «فوضى تعم المنطقة كلها، ما يكبد المجتمع الدولي ثمناً باهظاً». وندد الاتحاد الأوروبي بتصاعد العنف في دارفور، وأعربت مسؤولة الشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد كاثرين آشتون في بيان عن قلقها البالغ حيال التصعيد المستمر للنزاع في الإقليم الذي أسفر عن موجة نزوح واسعة للمدنيين. وذكرت آشتون أن نزوح أكثر من 215 ألف مدني هي حصيلة النزاعات المسلحة في دارفور منذ بداية عام 2014، غالبيتهم غير قادر على الحصول على المساعدات الإنسانية. في المقابل، أعلن تحالف متمردي «الجبهة الثورية» في بيان صدر عن قائد القيادة العسكرية المشتركة لقوات التحالف عبدالعزيز الحلو، تلقي معلومات مؤكدة عن خطة ينفذها جهاز الأمن بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية وقوات متطوعي الدفاع الشعبي وقوات التدخل السريع، تهدف لتجنيد ميليشيات قبلية لمحاربة مقاتلي الجبهة في ولايات النيل الأزرق وجنوب كردفان وشمال كردفان ودارفور.