ذهبت جائزة بوليتزر Pulitzer للشعر، التي تبلغ قيمتها 10 آلاف دولار، هذا العام الى الشاعرة الاميركية كاي ريان Kay Ryan، عن مجموعتها الشعرية الأخيرة «مختارات وقصائد جديدة» «The Best of It: New and Selected Poems»، التي صدرت عام 2010. وقد وصفتها لجنة تحكيم الجائزة بأنها «مجموعة أعمال تغطي خمسة وأربعين عاماً، بارعة الأسلوب، ومتمردة على رغم رقتها. مجموعة نفيسة صادرة عن عقل شعري مبتهج وغير تقليدي». و قالت الشاعرة رداً على فوزها بالجائزة: «لأن طبيعتي لم تكن لتتناسب مع ذوق الزمن السائد الذي أعيشه، كان عليَّ أن أجد طرقاً شعرية للتعبير عنها. ويشكل هذا الأمر بالنسبة اليَّ فاعليةً للعقل والقلب». وتضيف: «مع أن الأمر يبدو وكأنه كليشيه، لكن الشعر، على ما أظن، هو مَن يأتي ويستحوذ عليَّ؛ فأنا لا أذهب إليه إلا على مضض، لكنه يلح عليَّ!». ولهذا، فهي تذكر كيف أصيبت بهذا المرض - «مرض الشعر» كما تسميه - في التاسعة عشرة من عمرها، إثر وفاة أبيها. قاومت وقاومت، لكنها فشلت. لا تحب الأضواء، لأنها تعتقد أنها تسرق خصوصيتها التي هي مصدر حريتها، فهي تحب العزلة، وهي أيضاً قلقة ومتحررة من كل شيء إلا من شعريتها، التي طورتها بهدوء. وقد عرفت كيف تكتب بلغة تبدو عاديةً أشياءَ عميقةً ذات مدلولات وجودية كبيرة، وأشياء ذات مدلولات سياسية تمس الواقع المعاش. ولدت الشاعرة كي ريان في مدينة سان جوزيه في ولاية كاليفورنيا عام 1945، وعُدَّت في وقت مبكر أحدَ الأصوات المهمة في الشعر الأميركي المعاصر، على رغم عزلتها وعدم حبها للأضواء. وقد أصدرت الشاعرة، فضلاً عن مجموعتها الفائزة، مجموعاتٍ شعريةً أخرى، منها: مراقبة طائر النُّحام ( 1994)، صخور الفيل (1996)، قل يا عم (2000)، نهر نياغرا (2005). وحازت جوائز عدة، منها جائزة مؤسسة إنغرام ميريل وجائزة مؤسسة غوغنهايم لعام 2004، وجائزة اتحاد الشعر وجائزة روث ليلي للشعر. تعمل منذ العام 2006 مستشارةً لأكاديمية الشعراء الأميركيين. يقارَن شعرُها المركَّز الى درجة كبيرة والمكتنِز بالإيقاع، بشعر اميلي ديكنسون وماريان مور، وقد أهّلها ذكاؤها الحاد وإمكاناتها الفريدة في استعمالها القافية، لأن تكون إحدى أكبر الشعراء الأمركييين الأحياء، الأمر الذي أدى الى تنصيبها شاعرة أميركا Poet Laureate في عام 2008، ولدورتين متتاليتين، خَلَفاً لتشارلز سيميك شاعر أميركا لعام 2007. وانضم اسمها إلى قائمة من أسماء شعرية مرموقة شغلت هذا المنصب، كدونالد هول وبيلي كولينز وستانلي كونيتز وروبرت بينسكي وروبرت هاس. وقد استغلت منصبها ذلك في عقد نشاطات ومسابقات أدبية وشعرية للمدارس والكليات، كما فعلت في مقاطعة مارين في كاليفورنيا، حيث درّست لأكثر من ثلاثين عاماً، ساعية بذلك الى رفع مستوى تلك المدارس والكليات، التي «تعاني نقصاً في التمويل والتقدير» كما ذكرت في حوار معها. وقصيدتها «سلحفاة» تشير بوضوح الى فلسفتها الشعرية التي تنتهجها، والتي وضَّحتها بالقول إن شعرها لا يبدأ بخيال أو صوت، بل يتطور كما تتطور المحارة. «فكل قصيدة من قصائدها تتقلب وتلتف حول موضوعها لتعود اليه مثلما يعيد النهر رسم طريقه. ومع أن قصائدها موعظة للروح، إلا أن «الطرافة هي الأساس الذي تقوم عليه»، كما يقول الناقد ميغان أورورك واصفاً تجربتها.