تمكن تنظيم «داعش» أمس من السيطرة على مناطق عدة في ريف مدينة البوكمال في محافظة دير الزور وذلك بعد معارك مع القوات النظامية. ويأتي توغل «داعش» في البوكمال بعد يوم من إعلان روسيا هزيمة التنظيم في سورية وبدء سحب جانب من قواتها هناك. وأفادت مصادر متطابقة بأن «داعش» شن هجمات عدة على مواقع القوات النظامية في السيال والصالحية والجلاء والحسرات، ما أدى إلى مقتل 15 عنصراً من القوات النظامية وحلفائها. كما تمكن التنظيم من بسط سيطرته على بلدات الطواطحة والصالحية وحي الكتف في الجهة الشمالية الغربية لمدينة البوكمال وعلى قرية الكشمة جنوب الميادين، وتمكن من قطع طريق دير الزور- البوكمال. ومنذ طرد «داعش» من دير الزور والبوكمال في محيطها يشن هجمات مباغتة منطلقاً من مناطقه في معيزيلة وبادية الحمدان. ويستفيد التنظيم في هجماته من طبيعة الأرض والأنفاق التي أعدّها مسبقاً في الفترة الماضية. وشهدت الجبهات العسكرية في محيط مدينة البوكمال، هجمات مباغتة عدة من قبل «داعش» ضد مواقع القوات النظامية، فيما يشبه حرب استنزاف أدت إلى مقتل عشرات الجنود السوريين. وذكرت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم أمس أن عشرات العناصر من قوات النظام قتلوا إثر هجوم مباغت على مواقعهم في محيط مدينة البوكمال من الجهة الشمالية. وأشارت إلى عمليات عسكرية للتنظيم ضد القوات النظامية جنوب مدينة الميادين، التي خسرها «داعش» مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وفي آخر الهجمات للتنظيم سيطر أول من أمس على كل من بلدة الصالحية وقرية التواطحة وقريتي العباس والمجاودة شمال غربي البوكمال، في إطار محاولته استعادة السيطرة على طريق البوكمال- الميادين. وتتواصل المعارك بين التنظيم وقوات النظام في محيط المدينة، بينما تحاول الأخيرة توسيع مناطق نفوذها، وطرد التنظيم من آخر نقاطه في ريف دير الزور، بعد إعلانها المرحلة الأخيرة من المعارك في المنطقة. وتراجعت قوة «داعش» عقب السيطرة على مدينة الرقة المعقل الأبرز له في سورية، وما تبعها من انسحابات من المناطق الممتدة بين ريفي حمص الشرقي ودير الزور. ولم تستكمل القوات النظامية سيطرتها على مدينة البوكمال، ما جعل المدينة «فخاً» للقوات النظامية التي تتعرض لهجمات مفاجئة من قبل عناصر التنظيم المتبقين. ووفق ما رصد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، بلغت حصيلة قتلى النظام في محيط البوكمال أكثر من 40 عنصراً خلال 24 ساعة، بينهم ضباط برتبة ملازم وملازم أول. وتمتاز البوكمال بنقاط قوة يمكن الاستناد إليها في أي عملية تهدف إلى السيطرة أو الحفاظ عليها، إذ تعتبر ثاني أكبر منطقة إدارياً في محافظة دير الزور. وبعد استعادة «داعش» مواقع خسرها في ريف مدينة البوكمال الغربي ضمن سلسلة هجمات يحاول من خلالها فك الحصار عن الجيب المتبقي له في المنطقة، ذكرت وكالة «أعماق أن هجمات مستمرة على مواقع قوات النظام في الجهة الشمالية والغربية للمدينة، وذلك بعد السيطرة على قرية حسرات التي خسرها، الأسبوع الماضي. وتتركز هجمات «داعش» على الأطراف الشمالية الغربية لمدينة البوكمال على محاذاة الضفة الغربية لنهر الفرات. وقال «الإعلام الحربي المركزي» المقرب من السلطات السورية إن «الجيش السوري سيطر على كامل المنطقة الممتدة من قرية الصالحية إلى المعيزيلة وسد المعيزيلة ومنها إلى المحطة الثانية وباتجاه الشرق وصولاً إلى مدينة البوكمال بريف دير الزور الجنوبي الشرقي». وأضاف أن مساحة السيطرة تبلغ حتى الآن ألفي كيلومتر مربع.