استمرت الاشتباكات على محاور عدة بين «داعش» و «قوات سورية الديموقراطية» شرق نهر الفرات في ريف دير الزور الشمالي الغربي، ترافقت مع قصف بطائرات «التحالف الدولي». وأسفرت الاشتباكات عن قتلى وجرحى في صفوف «داعش». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن التنظيم استعاد السيطرة على بلدة الصور الواقعة في الريف الشمالي لدير الزور، على الطريق الواصل بين مدينة دير الزور وريف الحسكة، إثر هجمات معاكسة ينفذها عناصر التنظيم في محاولة لاستعادة السيطرة على المناطق التي خسروها في الأيام الماضية. كما أدت الهجمات المعاكسة إلى تغيير المعادلة العسكرية في دير الزور في مواقع القوات النظامية في ريف المدينة الغربي. وكانت قوات النظام حققت منذ مطلع أيلول (سبتمبر) الماضي تقدماً واسعاً على حساب التنظيم، وسيطرت على الأوتوستراد الدولي دمشق- دير الزور في شكل كامل بعد انسحاب «داعش» من عقدة الشولا وبلدة كباجب. ووصلت إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات وسيطرت على قرية خشام الإستراتيجية، القريبة من الحقول النفطية، وذلك بعد ضمّ مساحات واسعة بين اللواء 136 ومطار دير الزور العسكري، والسيطرة على أحياء، منها حويجة صكر في الجهة الغربية للفرات. لكن كمائن ومفخخات استخدمتها «الخلايا النائمة» للتنظيم أدت إلى استعادة «داعش» عقدة الشولا الإستراتيجية وصولاً إلى منطقة وادي غباغب. كما تتسارع التطورات غرب المحافظة، في ظل تراجع ملحوظ لقوات النظام على رغم تمركزها في محيط مدينة دير الزور. أما معارك الضفة الشرقية للفرات، والتي تشكل الوجهة الرئيسية لجميع القوى المتصارعة في المحافظة، فجمّدت معارك القوات النظامية بعد السيطرة على قرية خشام، والاصطدام بنفوذ «قوات سورية الديموقراطية». إلى ذلك، قتل أكثر من 3000 شخص بينهم نحو ألف مدني خلال شهر أيلول في حصيلة هي الأكبر خلال العام الحالي، نتيجة احتدام المعارك وتكثيف الغارات على مناطق تحت سيطرة «داعش» في شمال البلاد وشرقها. ويأتي ارتفاع حصيلة القتلى في وقت يوشك التنظيم على خسارة معقله في الرقة (شمال) ويتصدى لهجومين منفصلين في دير الزور (شرق)، من دون أن يشل ذلك قدرته على شن هجمات مباغتة. وأفاد «المرصد السوري» بأن من بين القتلى المدنيين 207 أطفال على الأقل، لافتاً الى ان «اكثر من سبعين في المئة من المدنيين قتلوا نتيجة ضربات جوية». وأحصى المرصد مقتل 790 عنصراً من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها، مقابل 738 مقاتلاً من التنظيمات المتطرفة، لا سيما «داعش». كما قتل 550 عنصراً من الفصائل المعارضة و «قوات سورية الديموقراطية».