تمكّنت «قوات سورية الديموقراطية» من التقدم في ريف بلدة الصور في الريف الشمالي لدير الزور، بالقرب من الحدود الإدارية مع ريف الحسكة الجنوبي. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن عمليات تقدم «سورية الديموقراطية» التي تترافق مع تمشيط المنطقة، تأتي مع انسحاب تنظيم «داعش» من قريتين على الأقل. وكشف «المرصد» أن انسحابات «داعش» تتوالى في قرى وبلدات أخرى في المنطقة، موضحاً أن تلك الانسحابات هي «أولى نتائج المفاوضات الجارية بين وجهاء في منطقة شرق دير الزور وتنظيم داعش». وكان «المرصد السوري» نقل عن مصادر موثوقة أن وساطات تجرى من قبل وجهاء وأعيان من ريف دير الزور الشرقي، مع «داعش» لدفع التنظيم لتسليم «قوات سورية الديموقراطية»، القرى والبلدات والمناطق المتبقية من منطقة خشام إلى بلدة هجين بمسافة نحو 110 كلم من الضفاف الشرقية لنهر الفرات، إضافة إلى كامل المنطقة المتبقية في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي، الممتدة حتى ريف بلدة الصور. وأكدت المصادر أن التنظيم يذهب في عملية التسليم هذه إلى تفضيل سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» على هذه المناطق الخاضعة لسيطرته بدلاً من تركها لسيطرة قوات النظام، حيث أنه من المرجح في هذه الحالة، أن تتجه قوات النظام بعمليتها العسكرية للسيطرة على البوكمال والقرى المتبقية في ريفها والضفاف الغربي لنهر الفرات. على صعيد متصل، قُتل عدد من عناصر «قوات سورية الديمقراطية» ليل الأحد- الإثنين بهجوم لعناصر «داعش» على حقل صيجان شمال شرقي مدينة دير الزور. وأفادت شبكة «فرات بوست» بأن عدداً من عناصر «سورية الديموقراطية» قُتلوا وسقط عدد آخر من العناصر أسرى، بهجوم مباغت لعناصر»داعش» على حقل صيجان النفطي، الذي سيطرت عليه «سورية الديموقراطية» بعد سيطرتها على حقل العمر. في موازاة ذلك، ركّزت القوات النظامية وحلفاؤها عملياتها العسكرية أمس باتجاه مدينة البوكمال في ريف دير الزور الجنوبي، بالتزامن مع المعارك التي تخوضها في محيط مدينة الميادين. وذكر موقع «الإعلام الحربي المركزي» القريب من النظام السوري أمس أن «الجيش السوري وحلفاءه يواصلون عملياتهم العسكرية ضمن عملية الفجر 3، ويسيطرون نارياً على المحطة الثانية في ريف دير الزور الجنوبي». وأوضح أن المعارك تدور حالياً في محيط المحطة بعد تطويقها، ورصد طرق الإمداد القادمة إليها. ولم يوضح تنظيم «داعش» المجريات الميدانية في محيط البوكمال، بينما عرضت وكالة «أعماق» التابعة له صوراً قالت إنها لصد محاولات تقدم قوات النظام في منطقة حميمة وسد الوعر. ويأتي هذا التقدم بعد أسبوع من استئناف عمليات القوات النظامية العمليات العسكرية على الحدود السورية- العراقية، والتوغل مسافة ثمانية كيلومترات على حساب تنظيم «داعش» في المنطقة. وكانت قوات النظام أعلنت في أيلول (سبتمبر) الماضي عن عملية عسكرية تحت أسم «الفجر 3» على الحدود السورية- العراقية، للسيطرة على مدينة البوكمال في ريف دير الزور الجنوبي. وقالت وسائل إعلام رسمية حينها إن «عمليات (فجر 3) بدأت بتحرير منطقة شمال شارة الوعر ومنطقة وادي الرطيمة والغزلانية بمحاذاة الحدود السورية- العراقية حتى المحطة الثانية، والتي ستستمر للوصول إلى منطقة البوكمال الحدودية». وأعلن «داعش» مطلع الأسبوع الماضي مقتل وجرح 35 عنصراً من قوات النظام بهجوم انتحاري على مواقعه في سد الوعر، وذلك ضمن الهجمات التي بدأها في المنطقة، مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، تحت مسمى «غزوة أبو محمد العدناني». وتتزامن المعارك تجاه البوكمال، مع عمليات قوات النظام في محيط دير الزور الجنوبي والغربي، إذ سيطرت في الأيام الماضية على مدينة الميادين، المعقل الأبرز للتنظيم في المحافظة، وسط اشتباكات تدور في محيطها من الجهة الشرقية للفرات. وكانت القوات النظامية وصلت بدعم روسي إيراني، مطلع حزيران (يونيو) الماضي، إلى الحدود السورية- العراقية، بعد معارك استمرت أسابيع بدأتها من ريف حمص الجنوبي. وشنّت القوات النظامية هجوماً عنيفاً أول من أمس نحو شرق الميادين، وتمكنت من السيطرة على بلدة القورية، المحاذية لبلدة محكان التي سيطرت عليها في أعقاب سيطرتها على مدينة الميادين المهمة شرقاً. وجاءت عملية السيطرة بعد قصف مكثف جوي ومدفعي طاول مناطق في القورية. وتمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم في الضفاف الغربية لنهر الفرات، بعد سيطرتها على مواقع الأسبوع الماضي في شرق نهر الفرات قبالة مدينة الميادين. وتشهد محافظة دير الزور خلال الأسابيع الماضية، صراعاً للسيطرة عليها، حيث بدأت قوات النظام من جهة و «سورية الديموقراطية» معركتين منفصلتين، ضد تنظيم «داعش» الذي كان يسيطر على كامل مساحة المحافظة، لتنحسر رقعة سيطرته شيئاً فشيئاً، بسبب الزخم العسكري بوجود الطائرات الحربية الروسية وتلك التابعة للتحالف الدولي.