يتواصل القتال بين القوات النظامية المدعمة بالمسلحين الموالين لها وعناصر تنظيم «داعش» على محاور في محيط مدينة دير الزور وريفها الغربي متزامناً مع عشرات الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية والمروحية الروسية مستهدفة طريق دير الزور– السخنة ومحيط اللواء 137. ووصلت قافلة مساعدات إنسانية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه رصد منذ الثلثاء عندما تمكنت القوات النظامية من فتح الممر والوصول إلى اللواء 137 الذي كان محاصراً لأكثر من 32 شهراً من قبل التنظيم وحتى يوم أمس مقتل ما لا يقل عن 29 من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها بينهم 4 ضباط على الأقل. ووثق «المرصد السوري» أيضاً مقتل ما لا يقل عن 72 من عناصر تنظيم «داعش» بينهم 23 فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة وآليات مفخخة، من ضمنهم 7 فجروا أنفسهم بعربات مفخخة، كما تسبب القصف المكثف والقتال والتفجيرات في إصابة العشرات من عناصر الطرفين بجروح. وقتل رجل من قرية الحسينية في ريف دير الزور الغربي، متأثراً بجروح أصيب بها، جراء قصف الطائرات الحربية لمناطق في القرية في وقت سابق. وقصفت طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي، بعد منتصف ليل الأربعاء– الخميس أماكن في منطقة الصالحية في ريف البوكمال في ريف دير الزور الشرقي. ووردت معلومات عن مقتل عناصر من التنظيم، فيما استهدفت طائرات ليل الأربعاء- الخميس بغارة آلية يعتقد أنها تابعة للتنظيم في ريف دير الزور الشرقي، قرب منطقة محكان، ووردت معلومات عن خسائر بشرية نتيجة الضربة. مساعدات وتمكنت قافلة مساعدات إنسانية تضم عشرات الشاحنات من الوصول إلى اللواء 137 في أطراف مدينة دير الزور، بعد تمكن القوات النظامية من تأمين الممر الواصل إليه وتوسيع نطاق الثغرة التي تمكنت من فتحها خلال ال48 ساعة الفائتة، بعد قصف مكثف ومعارك عنيفة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وعناصر تنظيم «داعش»، على محاور في محيط اللواء. ومن المرتقب أن يدخل مزيد من الشاحنات خلال الفترة المقبلة، مع استمرار القوات النظامية في تفكيك الألغام وسط محاولات متلاحقة من قبل التنظيم لسد الممر ومعاودة فرض حصارها على اللواء 137 المتصل مع الكتلة المحاصرة في القسم الشمالي الغربي من مدينة دير الزور. وبينما يدور القتال في محيط اللواء 137 تستمر الاشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وبين عناصر التنظيم على الطريق الواصل بين السخنة ودير الزور. وذكر «المرصد السوري» أن القتال يتركز في محيط منطقة الشولا، وسط قصف مكثف من قبل القوات النظامية والطائرات الحربية والمروحية والطائرات الروسية التي استهدفت منطقة الشولا ومحيط طريق السخنة– تدمر بعشرات الضربات الجوية منذ فجر أمس. وتحاول القوات النظامية توسيع نطاق سيطرتها في محيط طريق السخنة- دير الزور مع سعيها للوصول إلى دوار البانوراما في المدخل الغربي للمدينة من أجل تأمين طريق دخول شاحنات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى الأحياء المحاصرة في دير الزور ومنع «داعش» من شن هجمات معاكسة. وأكد «المرصد السوري» أن القوات النظامية تمكنت من تقليص المسافة الواصلة بينها وبين منطقة دوار البانوراما إلى نحو 25 كلم، بعد أن كان التنظيم تمكن من إبعادها وإرجاعها إلى منطقة كباجب التي سيطرت عليها القوات النظامية خلال الأيام الفائتة. إلى ذلك، قال «مجلس دير الزور العسكري» التابع ل «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) أمس، إنه انتهى من التجهيز لمعركة السيطرة «قريباً» على محافظة دير الزور من قبضة تنظيم «داعش». وصرح القائد العسكري للمجلس أحمد الخبيل إلى وكالة «سمارت»، بأن القوات الأميركية ستشارك في العملية العسكرية المرتقبة ضد التنظيم في محافظة دير الزور عبر الدعم الجوي إلى جانب دعم التحالف الدولي. كما أكد أن قوات النخبة التابعة ل «تيار الغد السوري» لن تشارك في معركة دير الزور، مشيراً إلى أن المشاركة ستقتصر على «قوات سورية الديمقراطية» فقط. وكانت فصائل أبناء دير الزور أعلنت سابقاً انفصالها عن «قوات النخبة» التابعة ل «تيار الغد السوري» برئاسة أحمد الجربا، وانضمامهم ل «قسد» في الحسكة. وأعلنت «قسد»، في شباط (فبراير) الماضي أن «قوات النخبة» ستكون حليفة لها ضد تنظيم «الدولة» في الرقة، قبل أن يؤدي خلاف بين الطرفين إلى انسحاب «النخبة» من مواقعها شرق مدينة الرقة. حماة وحمص من جهة أخرى، نفذت الطائرات الحربية المزيد من الغارات على مناطق في ريف حماة الشرقي خاضعة لسيطرة «داعش» بالتزامن مع قصف متبادل بين القوات النظامية والتنظيم في المنطقة واشتباكات بين الجانبين. وتم إسقاط طائرة مسيرة كانت تحلق في سماء المنطقة. وأطلقت فصائل معارضة نيران قناصتها على مناطق في محيط بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي، ما أدى إلى مقتل وجرح عدة عناصر من القوات النظامية. وفي ريف حمص الشرقي تتواصل الاشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وبين عناصر التنظيم في محور منطقة حميمة. ووردت أنباء عن المزيد من خسائر بشرية في صفوف الطرفين.