في رعاية وزير الثقافة اللبناني سليم وردة، عقدت شركة «بطوطة فيلم» للإنتاج مؤتمراً صحافياً في قصر الأونيسكو ظهر أمس للإعلان عن فوز مسلسل «شنكبوت» بجائزة «إيمي» عن البرامج الرقمية بعدما نافس في مجال ال «multi media» ثلاثة أعمال من بريطانيا وهولندا والبرازيل. وتعد جائزة «إيمي» الرديف التلفزيوني لجائزتي الأوسكار والغرامي ولذلك كان إنجازاً أن تذهب إلى دراما الإنترنت «شنكبوت» الذي يُعَد أول إنتاج «ويب دراما» في العالم ناطق باللغة العربية، وهو من إخراج أمين درة وكتابة باسم بريش وإنتاج كاتيا صالح. وعُرضت خلال المؤتمر مقاطع من حفلة تسليم الجوائز الذي شهدته مدينة كان، وظهرت كاتيا صالح تهتف بأعلى صوتها «نحن من لبنان»، ثمّ سألت الجمهور الحاضر الذي ينتمي إلى جنسيات متعددة : «ماذا تعرفون عن لبنان؟ أخشى أنّكم لا تعلمون سوى أنّه حرب وسياسة وأمور مقيتة، ولكن «شنكبوت» لا يتحدّث عن تلك المواضيع بل عن الحب وعن أشخاص رائعين وعن مواضيع لم يجرؤ أحد على الكلام عنها...». وتحدّثت صالح إلى الصحافيين موضحة إنّه من الصعب أن تضيف شيئاً آخر إلى ما قالته عند تسلّمها الجائزة، ولفتت إلى أنّ «شنكبوت» ليس مسلسلاً بل مشروعاً تفاعلياً يعتمد على شبابه وجمهوره. وفي حديث خاص الى «الحياة» قالت كاتيا صالح إنّ الموسم الخامس من «شنكبوت» سيبدأ في السادس من الشهر المقبل نافية أن يكون الموسم الأخير، بل الموسم الأخير في المرحلة الأولى لأنّه لا بد لنا من الانتقال إلى مرحلة ثانية، ولا نعلم حتّى الآن إن كانت ستكون مرحلة فيلم سينمائي أو مرحلة إصدار «دي في دي» أو مرحلة متابعة المشروع بصيغة جديدة وتصوير قصص في العالم العربي». وتشرح صالح أنّ الخطوة المقبلة يجب أن تدرس بجدية وبعمق لأنّ الجائزة فرضت عليهم مسؤولية أكبر، «لدينا أفكار كثيرة وجميلة ولكنّ العائق الذي يمنعنا من التنفيذ هو غياب التمويل الكافي». جائزة إيمي أعطت فريق العمل في «شنكبوت» دفعاً قوياً نحو الأمام ونحو الأفضل فأكّدت لهم أنّهم يسيرون على الطريق الصحيح وأكّدت للعالم أنّ بطء الإنترنت في لبنان لم يمنع اللبنانيون من الوصول إلى هدفهم. وقال المخرج أمين درّة أنّ قبوله بتولّي الإخراج كان أشبه بعملية انتحارية لأنّ بطء الإنترنت في لبنان كان يهدد بألاّ تتم متابعة «شنكبوت». ثمّ أنهى كلامه قائلاً بفخر: «كنت أظن أن الوصول إلى العالمية يحتاج إلى أن يسافر المرء ويعمل في الخارج، أمّا اليوم فاكتشفت أنّ الإنسان كلّما عمل بصدقٍ من داخل وطنه ومن قلب بيئته استطاع الوصول أبعد إلى الخارج». وهنّأ الوزير سليم وردة فريق العمل على مجهوده، ولأنّهم كانوا السباقين في هذا المجال، وحمّلهم مسؤولية نقل الصورة الحقيقية عن لبنان خصوصاً أنّ الويب لا يخضع إلاّ للرقابة الذاتية. ووعد أنّ السعي لإنترنت سريع أسوة بكافة بلدان العالم ما زال يسير بجدية وأنّ الحل لم يعد بعيداً.