تنطلق اليوم في اسطنبول القمة الإسلامية الاستثنائية للبحث خصوصاً في الرد على القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وانتقد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو «بعض الدول العربية التي أبدت رد فعل ضعيفاً» على القرار الأميركي، فيما أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال اتصال هاتفي بنظيره الأميركي ريكس تيلرسون أن الأردن يعتبر قرار واشنطن «خرقاً للقانون الدولي ولا أثر قانونياً له». وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان دعا زعماء أكثر من 50 دولة مسلمة في إطار «منظمة التعاون الإسلامي» للاتفاق على رد على القرار الأميركي، بعدما اتهم الولاياتالمتحدة بتجاهل مطالبات الفلسطينيين بالقدسالشرقية التي تحتلها إسرائيل و «بدهس القانون الدولي». وقال أوغلو ان العديد من الدول لم توضح بعد من سيمثلها في قمة اسطنبول. وأضاف ان «بعض الدول العربية أبدت رد فعل ضعيفاً للغاية (على قرار ترامب) يبدو أن بعض الدول تخشى الولاياتالمتحدة بشدة». وأضاف إن مصر والإمارات سترسلان وزيري خارجيتهما في حين لم تعلن دول أخرى من سيمثلها، ولفت الى أن اجتماع منظمة التعاون الإسلامي يجب أن يتصدى لما وصفها بأنها عقلية «أنا قوة عظمى ويمكنني فعل أي شيء». وأضاف «سندعو الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين إلى أن تفعل ذلك الآن. نريد من الولاياتالمتحدة أن تعدل عن خطئها». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي حذرا خلال مؤتمر صحافي مشترك عقداه في انقرة مساء أول من أمس، من ان اعتراف واشنطنبالقدس عاصمة لإسرائيل ينذر بتصاعد التوتر في الشرق الأوسط. وقال بوتين «ان روسيا وتركيا تعتقدان معاً ان (هذا القرار) لا يساعد على استقرار الوضع في الشرق الأوسط، بل على العكس يزعزع وضعاً معقداً اصلاً». واتهم اردوغان إسرائيل «بصب الزيت على النار (...) إذ انها ترى في هذه العملية فرصة لزيادة الضغط والعنف ضد الفلسطينيين» مضيفاً انه وبوتين لديهما «مقاربة متشابهة» بهذا الصدد. وكان بوتين دعا في وقت سابق الإثنين في القاهرة الى «استئناف فوري للمفاوضات المباشرة الفلسطينية- الإسرائيلية حول كل القضايا المتنازع عليها بما فيها وضع القدس». الى ذلك، ذكرت وزارة الخارجية الأردنية في بيان الثلثاء ان وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي أكد لنظيره الأميركي ريكس تيلرسون خلال اتصال هاتفي مساء الإثنين ان قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يشكل «خرقاً للقانون الدولي ولا أثر قانونياً له». وأبلغ الصفدي تيلرسون بنتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي اختتم أعماله في القاهرة الأحد والذي «أكد موقفاً عربياً موحداً لمواجهة تبعات القرار وطالب بإلغائه». وأكد الوزير الأردني ان «غياب الآفاق السياسية وازدياد التوتر والإحباط لا يخدم الا المتطرفين وأجنداتهم». وحض على «إيجاد أفق سياسي عبر إطلاق جهد فاعل لتحقيق حل الدولتين وفق المرجعيات المعتمدة ومبادرة السلام العربية بما يضمن قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدسالمحتلة على خطوط الرابع من حزيران(يونيو) 1967». وأشار الصفدي الى ان ذلك يشكل «سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة». وفي القاهرة، ذكرت هيئة كبار علماء الأزهر أنها في حال «انعقاد دائم» لبحث التطورات في شأن إعلان الإدارة الأميركية اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، وأكدت دعمها رفض شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب لقاء نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال زيارته القاهرة 20 الجاري، وأشادت بقرار الكنيسة المصرية المماثل. ودعت هيئة كبار العلماء في بيان بعد اجتماع طارئ أمس، كل الحكومات والمنظمات العربية والإسلامية إلى «القيام بواجبها تجاه القدس وفلسطين، واتخاذ كل الإجراءات السياسية والقانونية اللازمة لإبطال هذه القرارات». وطالبت «كافة الحكومات والمؤسسات الدولية ومجلس الأمن والأممالمتحدة، والأحرار والعقلاء في العالم، بتحرك فاعل وجاد لنزع أية مشروعية عن هذا القرار الظالم». وشددت الهيئة على أن «مثل هذه القرارات المتغطرسة والمزيفة للتاريخ، لن تغير على أرض الواقع شيئاً»، وأكدت أن «القدس فلسطينية عربية إسلامية، وهذه حقائق لا تمحوها القرارات المتهورة ولا تضيعها التحيزات الظالمة». وأضافت أن «عروبة القدس وهويتها الفلسطينية غير قابلة للتغيير أو العبث». وأشارت إلى مواثيق الأممالمتحدة التي تلزم «الكيان الغاصب» بعدم المساس بالأوضاع على الأرض ومنع أي إجراءات تخالف ذلك. ودعت الإدارة الأميركية إلى أن «تعي أنها ليست إمبراطورية تحكم العالم، وتتصرف في مصائر الشعوب وحقوقها ومقدساتها». ولفتت الهيئة إلى ضرورة العناية بالقضية الفلسطينية خلال المناهج الدراسية، داعية كل المؤسسات العلمية والتعليمية ووزارات الأوقاف ودور الإفتاء في البلدان العربية والإسلامية إلى الاهتمام بقضية القدسِ وفلسطين في المقررات الدراسية والتربوية وخطب الجمعة والبرامج الثقافية والإعلامية، لاستعادة الوعي بالقضية المصيرية. كما قررت تشكيل لجنة لصياغة مقرر عن القضية الفلسطينية يدرس في مراحل التعليم الأزهري كافة. وحذرت من «محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني قبل انسحابه من الأراضي العربية المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».