أظهرت دراسة عالمية حول العمالة أن الموظفين الوافدين في المملكة العربية السعودية يشكلون 84 في المئة من القوى العاملة في المملكة، على رغم أن الوافدين يمثلون أكثر من ثلث مجموع السكان فقط في المملكة، مشيرة إلى أنه لسنوات طويلة استفادت سوق العمل السعودية من أسواق العمل الأجنبية لعديد من المراكز الإدارية، وأدار المديرون الأجانب غالبية مشاريع التنمية الأولى ووظفوا عدداً كبيراً من القوى العاملة الأجنبية. وأوضحت الدراسة التي أعدتها شركة «تاورز واتسون» الرائدة عالمياً في تقديم الخدمات الاستشارية، وأعلنتها الشركة في ندوة متخصصة في الرياض، أمس، أن معدل الموظفين السعوديين ما زال منخفضاً نسبياً في القطاع الخاص، إذ يبلغ عدد الموظفين السعوديين ما يقارب 800 ألف فقط خلال العقد الماضي، مشيرة إلى أن السعودية ركزت سياستها على التقليل من اعتمادها على القوى العاملة الوافدة، وأن الحكومة أدركت الحاجة الملحة إلى خلق وظائف تستوعب الزيادة الكبيرة في القوى العاملة المواطنة التي تتألف بشكل خاص من البالغين الشباب. وأضافت أنه يتوقع أن يزداد عدد النساء العاملات في المملكة أربعة أضعاف في العام 2050، مرجعة اعتماد القطاع الخاص لفترة طويلة على المديرين والموظفين الوافدين من أجل خبرتهم التقنية، مشيرةً إلى أنه بات على القطاع الخاص أن يركز الآن على نقل الكفاءات الإدارية المهمة إلى المواطنين السعوديين. وأكدت أن التحسن الملحوظ في مستوى التحصيل العلمي في المملكة هو مؤشر واضح على أن هناك عديداً من حملة الشهادات الجامعية ومؤهلات الدراسات العليا ضمن القوى العاملة السعودية القادرين على القيام بمسؤولية الوظائف الإدارية، وأنه «حيث تتزايد نسبة توظيف المواطنين السعوديين على جميع المستويات المؤسسية، يتوجب على المديرين تركيز دورهم على إعداد وتوجيه مديري المستقبل لإطلاق إمكاناتهم الحقيقية». وأشارت الدراسة إلى أن 54 في المئة من الموظفين في منطقة الخليج العربي لا يتم إشراكهم أو تحفيزهم من مديريهم في العمل. وذكر مدير قسم الأبحاث المؤسساتية، في شركة «تاورز واتسون» ستيفان هاردينغ، خلال الندوة، أن دور المدير في إشراك الموظفين والمحافظة عليهم داخل المؤسسة أمر مهم جداً في منطقة الخليج نظراً للنقص في الخبرات المؤهلة. ولفت إلى أن دراسة العمالة العالمية 2010 أوضحت أن 42 في المئة فقط من الموظفين الذين شاركوا فيها يشعرون بأن مديريهم مهتمون حقاً بسعادة الموظفين وراحتهم، في حين أن أقل من 50 في المئة منهم على ثقة بأن الإدارة ملتزمة بتطوير الخبرات المهمة في المؤسسة. وعبر أكثر من 76 في المئة ممن شملتهم الدراسة في دول الخليج العربي عن رغبتهم في أن يروا تواصلاً أفضل من الإدارة فيما يتعلق بالرواتب والمكافآت، إلا أن أقل من 50 في المئة منهم شعروا بأن الإدارة أبلت بلاءً حسناً خلال الأزمة الاقتصادية الأخيرة.