دعا رئيس فريق إدارة الأزمة في المجلس الوطني الانتقالي الليبي (بمثابة «رئيس وزراء» الثوار) محمود جبريل الدول العربية ومنظمات المجتمع المدني العربية إلى تقديم «دعم أكبر في الفترة المقبلة» للثوار الليبيين، مؤكداً أن الشعب الليبي في «محنة» حالياً. وفيما أعرب عن ثقته بأن «ثورة زهرة الصبار (وهي زهرة صحراوية ليبية) ستنتصر»، قال إن ورقة نظام معمر القذافي الآن تكمن في القصف التدميري لمصراتة والجبل الغربي. وأوضح في ندوة نظمها رئيس «الملتقى الإعلامي العربي الثامن» في الكويت ماضي الخميس، أمس، أن النظام يريد من خلال القصف الكثيف لمصراتة والجبل الغربي في غرب ليبيا تحقيق أمرين، أولهما أن ينجح في السيطرة على المنطقتين حتى يدعو بعد ذلك إلى إقامة نظام فيديرالي، كما كان ذلك في الماضي، أما الهدف الثاني من استمرار القصف فهو أن رغبة النظام في أن يؤدي ذلك إلى تدخل عسكري بري أجنبي حتى يستغل ذلك ليدعو الليبيين إلى «مكافحة المستعمر». وقال إن النظام أمعن في القمع ليتدخل المجتمع الدولي و «يحوّل المواجهة بين القذافي والليبيين إلى مواجهة ضد الغرب». ورأى جبريل في هذا الإطار أن هناك «إحجاماً عن التدخل البري الأجنبي». وقال «إننا حذّرنا الدول الغربية من أن ليبيا غير قابلة للتقسيم، كما حذّرنا من الوقوع في أساليب النظام الهادفة إلى تقسيم ليبيا، ودعونا إلى مزيد من الضغط لوقف قتل المدنيين». ولفت إلى أن نظام القذافي بدأ الآن يلعب بورقة الحرب بين القبائل، وأعرب عن اعتقاده بأن الثورة ستخلق المواطنة، مشيراً إلى هتافات الليبيين بأن طرابلس هي عاصمتنا وأن الليبيين لحمة واحدة. وقال: «لا أعتقد أن الأمور ستتحول إلى حرب أهلية. هناك نظام يقتل شعبه بشكل ممنهج، وهناك مجتمع دولي يحاول حماية المدنيين فينجح مرة ويفشل مرة أخرى». ولفت إلى أن المجلس الوطني يتكون من كل أبناء المناطق الليبية وأن رؤية المجلس للقبيلة أنها نسيج اجتماعي وليست أداة سياسية. وفيما عبّر عن تفاؤله بنجاح الثورة الليبية في اقامة نظام ديموقراطي، حذّر من أنه «لو انكسرت الثورة في ليبيا فسيؤدي ذلك إلى انحسار فكرة الديموقراطية في العالم العربي لسنوات عدة وإلى موجات تطرف لم تشهدها المنطقة من قبل، وأرجو أن لا يحدث ذلك». وأكد أن «الليبيين مصممون على مواصلة المشوار». وجدد التأكيد أن الثورة الليبية «ثورة شباب سلمية وتسعى إلى الحرية والديموقراطية والعيش الكريم». وقال إن «الوقت الحالي في بلادي من أصعب الأوقات حيث يقتل العشرات كل لحظة ويشرّد أطفال ونساء وعائلات تنزح بالآلاف إلى حدودنا الغربية بحثاً عن مأوى ومكان آمن». وأعتبر أن ما يجري في ليبيا لا يمكن النظر إليه بمعزل عن «طوفان بشري قادم يهز منطقة الشرق الأوسط»، مشيراً إلى ثقافة عولمة جديدة تشكّلت في المنطقة، لافتاً إلى قيادة الجيل الجديد للثورات في المنطقة العربية. وعن ظهور معمر القذافي في شوارع طرابلس من وقت إلى آخر كما يعرض ذلك التلفزيون الليبي، قال محمود جبريل: «لو كانت طرابلس تؤيد القذافي لخرجت مسيرات مليونية، وذلك لم يحدث». وأكد أن «مناوشات تجري في كثير من أحياء طرابلس والرفض (لنظام القذافي) يتزايد داخل العاصمة وهناك احتقان وسيتطور إلى انفجار علني وستنتصر طرابلس للثورة الليبية». ويواصل المجلس الوطني الليبي تحركه الديبلوماسي في المنطقة العربية، وقال محمود جبريل في تصريح خاص إلى «الحياة» إن وفداً من المجلس الانتقالي سيزور السودان نهاية الأسبوع الجاري. وفي أديس أبابا (رويترز) قال الاتحاد الافريقي أمس الإثنين إن وزير الخارجية الليبي عبدالعاطي العبيدي وممثلين اثنين للمعارضة الليبية يجرون محادثات منفصلة مع مسؤولين من الاتحاد لبحث ايجاد حل للصراع الليبي. ورفضت المعارضة الليبية في وقت سابق هذا الشهر خطة للاتحاد الافريقي لوقف الحرب الأهلية في ليبيا لأنها لم تتضمن رحيل معمر القذافي وابنائه. وقال رمضان العمامرة مفوض السلم والأمن في الاتحاد الافريقي ل «رويترز»: «ستكون هذه هي المرة الأولى التي يحضرون (المعارضون) فيها اجتماعاً هنا. سنلتقي مع الجانبين واحداً بعد الآخر». ويمثّل المعارضين في محادثات اثيوبيا الزبيدي عبدالله وهو سفير سابق لدى جنوب افريقيا وبوجلدين عبدالله وهو سفير سابق لدى اوغندا. وقال الرجلان ل «رويترز» إنهما سيتحدثان للصحافة بعد الاجتماعات. وقال مسؤولون بالاتحاد الافريقي إن العبيدي عقد اجتماعاً مع رئيس مفوضية الاتحاد جان بينغ وان الجانبين سيعقدان اجتماعات منفصلة مع مجلس السلم والأمن الافريقي في وقت لاحق. وسيعقد وزير الخارجية وممثلا المعارضة لقاءات منفصلة أيضاً مع ممثلين لمنظمات دولية منها الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي.