طرابلس، لندن، الجزائر، كوبنهاغن - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - شنّت قوات العقيد معمر القذافي مزيداً من الهجمات على مدينة مصراتة المحاصرة، شرق طرابلس، في وقت أعلن الثوار أن جنود الزعيم الليبي يتحصنون ويحفرون أنفاقاً في البريقة استعداداً للتصدي لأي هجوم جديد قد تشنه قوات المعارضة على هذه البلدة النفطية القريبة من أجدابيا، بوابة الشرق الليبي. وذكرت وكالة أنباء الجماهيرية أن ليبيا حضت روسيا أمس على الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، وذلك بعد ساعات فقط من انتقادات وجهها رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين للتحالف الغربي الذي يفرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا وقال إنه تجاوز حدود قرار مجلس الأمن الذي يستهدف حماية المدنيين. وانتقد بوتين خصوصاً حديث أوساط غربية عن استهداف حلف شمال الأطلسي (ناتو) العقيد معمر القذافي نفسه، وقال: «من الذي سمح بهذا؟ هل كانت هناك أي محاكمة؟ من الذي انتزع حق إعدام هذا الرجل؟». ونفى «الاطلسي» أن تكون الغارة التي استهدفت قبل يومين مكتباً للعقيد القذافي في مجمع باب العزيزية الضخم في طرابلس محاولة لقتله، بعكس ما زعمت الحكومة الليبية. وتزامنت هذه التطورات مع اتهام وجهه رمضان العمامرة، مفوض الاتحاد الافريقي للسلام والأمن، إلى دول غربية بتقويض جهود الاتحاد لايجاد حل أفريقي للصراع في ليبيا، وقال إن الحرب الأهلية الدائرة هناك تواجه خطر الدخول في حال جمود لا حسم فيها. ونقلت وكالة «رويترز» عن العمامرة قوله في جلسة مفتوحة لوزراء خارجية الاتحاد الافريقي: «هناك محاولات لتهميش حل افريقي للأزمة خصوصاً في ما يتعلق بتنفيذ خريطة الطريق التي وضعها الاتحاد الافريقي في الوقت المناسب وبشكل يتماشى تماماً ويكون مكملاً لقرارات مجلس الأمن». ووجه العمامرة اتهاماته في وقت أجرى مسؤولون في الاتحاد الافريقي محادثات منفصلة مع وزير الخارجية الليبي عبدالعاطي العبيدي وممثلين عن الثوار في العاصمة الإثيوبية لبحث سبل إنهاء النزاع. وفي لندن، اتهم وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ نظام القذافي بمواصلة مهاجمة المدنيين الليبيين وقتلهم. وقال أمام أعضاء مجلس العموم: «إن استراتيجيتنا تنص على تشديد الضغط الديبلوماسي، الاقتصادي والعسكري على نظام القذافي... وقد حققنا (نجاحاً) على هذه الجبهات الثلاث». وأعلن أنه سيحضر اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا يوم 5 أيار (مايو) المقبل في روما. ولفت إلى أن نظام القذافي بات اليوم خاضعاً لعقوبات اقتصادية شديدة لم تفرض الأممالمتحدة مثيلاً لها من قبل. ولفت إلى أن التدخل العسكري الغربي أنقذ مدناً ليبية من «مذابح» خططت لها قوات النظام التي كانت تتقدم نحو بنغازي. وقال إن مصراتة ربما كانت قد سقطت أيضاً لولا تدخل «الناتو».