مصراتة، بنغازي، لندن - «الحياة»، اف ب، رويترز - بعد أقل من يوم على إعلان نظام العقيد الليبي معمر القذافي «تجميد» العمليات العسكرية في مصراتة، شنت القوات الموالية له هجوما عنيفاً على المدينة مستخدمة الصواريخ والمدفعية الثقيلة، ما ادى الى مقتل ثمانية اشخاص على الاقل وإصابة العشرات، فيما اعلنت حكومة طرابلس ان قبائل مصراتة ستعرض على الثوار «إلقاء السلاح» خلال 48 ساعة وإلا واجهوا حرباً مع مسلحيها. وقال ثوار انهم رأوا بالفعل في مصراتة مقاتلين من أبناء قبائل الجنوب يرتدون الملابس المدنية. وأكد أحدهم: «نقاتل في بعض الأحيان رجالاً ببزات الجيش الليبي وفي بعض الأحيان رجالاً بلباس مدني في شارع طرابلس»، حيث تتركز المعارك، مؤكداً: «بات هناك مقاتلون من أبناء قبائل جنوب ليبيا» في المدينة. وقال مساعد وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم إن قادة قبائل مصراتة سيحاولون اقناع الثوار «بإلقاء سلاحهم» خلال 48 ساعة، موضحا أنهم مصرون على إنهاء القتال بسبب الخسائر التي يعانون منها نتيجة تعطل التجارة في ميناء مصراتة. وتابع: «قادة القبائل مصرون على إيجاد حل لهذه المشكلة... إذا فشلت المفاوضات، فإن الخيار الآخر المتاح لقادة القبائل هو التدخل العسكري لتحرير مصراتة»، موضحاً أن القبائل الست الأساسية في مصراتة يمكنها أن تجهز 60 ألف مقاتل. ولم يتضح ما إذا كان الثوار سيوافقون على الدخول في مفاوضات من أي نوع مع قادة القبائل، لكن الكعيم ذكر إن هؤلاء يحاولون إقامة اتصال مع الثوار. ويتوقع أن تؤدي تعبئة قبائل على غرار «بني وليد» و «زليتن» معقلي قبيلة «ورفلة» الأكثر موالاة لنظام القذافي إلى تعقيد عمل حلف شمال الأطلسي (ناتو) حيث سيكون من الصعب التمييز بين المدني والعسكري وسط العمليات. الى ذلك حذر الثوار ومسؤولون دوليون بينهم وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من أن إعلان القذافي وقف العمليات في مصراتة وترك أمرها للقبائل «تكتيك جديد» لإظهار ما يحدث بإنه «حرب أهلية». وقال هيغ لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن هذه الخطوة يمكن أن تكون مناورة «للتغطية على تعزيز حرب المسلحين من دون زي عسكري ومن دون دبابات». وقال الناطق باسم المعارضة عبدالسلام إن «الوضع خطير للغاية» في مصراتة، موضحاً ان «كتائب القذافي بدأت صباحاً قصفاً عشوائياً يستهدف وسط المدينة وخصوصاً شارع طرابلس ومناطق سكنية قريبة منه». فيما قال الناطق العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي العقيد عمر باني إن إعلان تعليق العمليات العسكرية في مصراته «فخ»، وإن قوات القذافي تستعد لشن هجمات جديدة، موضحا ان القوات الحكومية لم تنسحب من المدينة. من جهة ثانية، اعلن رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل ان الكويت ستتبرع بخمسين مليون دينار كويتي (177.2 مليون دولار) للمجلس.