شهدت مختلف مدن وقرى ومخيمات الأراضي الفلسطينية المحتلة، أمس، مواجهات ومسيرات شعبية واسعة احتجاجاً على قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية اليها، سقط فيها شهيد وأصيب مئات بجروح. وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أشرف القدرة: «استشهد الشاب محمود المصري (30 عاماً) برصاص الجيش الإسرائيلي في المواجهات شرق خان يونس». وفي الضفة الغربية، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة أكثر من 250 مواطناً بجروح في المواجهات التي شهدتها مختلف المدن والقرى والمخيمات. وتدفق آلاف الفلسطينيين، في مختلف المناطق الى الشوارع والى محاور الطرق التي تستخدمها قوات الاحتلال والمستوطنين، عقب انتهاء صلاة الجمعة، حيث وقعت مواجهات واسعة. وأغلق المتظاهرون مداخل المدن والقرى والمخيمات، لإعاقة ومنع المركبات العسكرية الإسرائيلية من اقتحامها. وأعادت مشاهد المواجهات الشعبية الى الأذهان مشاهد الانتفاضة الشعبية الأولى التي اندلعت في مثل هذا الوقت من العام 1987. وحصلت أوسع وأكبر الاحتجاجات في مدينة القدس، عقب صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، حيث سار آلاف المواطنين في مسيرات احتجاجية جابت باحات المسجد، ثم توجهت الى باب العمود، أحد أبرز أبواب القدس العتيقة، حيث حصلت مواجهات وصدامات واسعة. وأغلقت السلطات الإسرائيلية شوارع وبوابات المدينة منذ ساعات الصباح الأولى بهدف منع المواطنين من التظاهر. وفي مدينة الخليل، جنوبالضفة الغربية، انطلقت مسيرات ضخمة من المساجد، وتحولت الى مواجهات واسعة، أصيب خلالها عشرات. وفي مخيم العروب، قرب الخليل، اندلعت مواجهات عنيفة شارك فيها عشرات الشبان، وأصيب فيها أحدهم بعيار ناري. وفي محافظة نابلس، شمال الضفة الغربية، توجه نشطاء من مختلف المناطق الى بلدة قصره، التي تشهد اعتداءات دائمة من جانب المستوطنين، آخرها قيام المستوطنين بقتل أحد سكان البلدة وهو يعمل في أرضه، الأسبوع الماضي، وتظاهروا احتجاجاً على هذه الاعتداءات. ومنعت قوات الاحتلال المواطنين من الوصول الى مغارة قديمة في أراضي القرية يحتلها المستوطنون ويقيمون فيها طقوساً دينية. وكان من المقرر أن يقيم المواطنون صلاة الجمعة في المغارة المستهدفة، لكنهم اضطروا، بعد منعهم من الوصول اليها، من إقامة الصلاة على مدخل البلدة. وفي مدينة اريحا، أحرق المتظاهرون العلمين الأميركي والإسرائيلي، في مسيرة توجهت الى مدخل المدينة، شارك فيها مئات الشبان الذين اشتبكوا مع قوات الاحتلال بالحجارة. وحصلت مواجهات في محافظات جنين وطولكرم وقلقيلية وغيرها. وفي غزة، توجه مئات الشبان الى السياج الحدودي مع إسرائيل، وهاجموا دوريات الجيش بالحجارة. ورد الجنود بإطلاق النار على المتظاهرين، ما أدى الى استشهاد شاب وإصابة عشرات بجروح. في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردنية أن الرئيس محمود عباس يواصل الاتصالات الديبلوماسية مع جميع الأطراف الفاعلة في العالم بهدف تطويق القرار الأميركي والحد من نتائجه. وقال مسؤولون فلسطينيون إن لجنة سياسية مؤلفة من عدد من قادة منظمة التحرير ولجنة مماثلة مؤلفة من عدد من قادة «فتح» باشرتا سلسلة اجتماعات لبحث الخيارات الفلسطينية في المرحلة المقبل، رداً على القرار الأميركي. الى ذلك، اعتبر البيت الأبيض أن احتمال إلغاء اجتماع مقرر قريباً بين نائب الرئيس الأميركي مايك بنس والرئيس محمود عباس سيأتي «بنتائج معاكسة». وقال مسؤول في البيت الأبيض الخميس بنس «لا يزال (بنس) يعتزم لقاء عباس كما هو مقرر»، وذلك بعد شائعات عن احتمال إلغاء عباس هذا الاجتماع بعد قرار دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لحركة «فتح» جبريل رجوب أكد أن الجانب الفلسطيني لن يستقبل نائب الرئيس الأميركي الذي سيزور المنطقة في 17 الشهر الجاري. وقال إن الجانب الفلسطيني أبلغ الجانب الأميركي بهذا القرار. ويتوجه نائب الرئيس الأميركي الى مصر وإسرائيل في النصف الثاني من الشهر الجاري. وتكتسب هذه الجولة أهمية مضاعفة، بعد ما أعلنه ترامب في شأن القدس وما أثاره ذلك من غضب فلسطيني واستياء دولي.