غصت شوارع الضفة الغربية حتى فجر أمس بعشرات آلاف الفلسطينيين الذين امتزجت لديهم مشاعر السخط والغضب على المجزرة الاسرائيلية المروعة في حي الشجاعية بغزة، والفرح بتمكن المقاومة الفلسطينية من أسر أحد جنود الاحتلال في عملية نوعية في حي التفاح أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الغزاة المعتدين. في غضون ذلك، شل الإضراب الشامل كافة مرافق الحياة في الضفة الغربية بما فيها القدس، ومدن وبلدات فلسطينالمحتلة 1948 وتعطل العمل في كافة المؤسسات الرسمية والخاصة والتعليمية واغلقت المتاجر أبوابها، استنكاراً للعدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وآخر فصوله مجزرة حي الشجاعية، وحداداً على أرواح الشهداء الذين زاد عددهم على خمس مئة شهيد اضافة لاكثر من ثلاثة الاف جريح. فما ان اعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" الليلة قبل الماضية عن نجاحها في اسر الجندي في لواء النخبة "غولاني" شاؤول ارون، حتى خرج ابناء الضفة الغربية المصدومون من هول المذبحة المروعة في حي الشجاعية، بالالاف الى الشوارع محتفلين مبتهجين. ووزعت الحلوى بالمجان في اكثر من مدينة وقرية ومخيم، واطلقت السيارات ابواقها في الشوارع واطلقت الالعاب النارية احتفاء بهذا الانجاز الذي اعتبروه الرد المناسب واللغة الوحيدة التي يفهمها المحتلون. وخرجت مسيرات حاشدة في العديد من المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية، توجه العديد منها الى حواجز الاحتلال ونقاط التماس حيث اندلعت صدامات عنيفة وواسعة مع قوات الاحتلال التي ردت باطلاق كثيف للنار وقنابل الغاز والصوت واصابت العشرات بالرصاص الحي والمعدني اضافة الى عدد كبير من حالات الاختناق بالغاز. وكان لمدينة القدس نصيب في هذه الاحتفالات، حيث انطلقت مسيرة حاشدة من المسجد الأقصى عقب صلاة التراويح، باتجاه باب المجلس ولدى وصولها إلى باب العمود اعتدت قوات الاحتلال على المشاركين بقنابل الصوت والغاز والاعيرة المعدنية والمياه النتنة. كما شهدت كافة مناطق القدس مظاهر احتفالية، فيما اندلعت في العديد من القرى والاحياء المقدسية لا سيما في العيسوية وسلوان وابو ديس ومخيم شعفاط وباب العمود مواجهات عنيفة، حيث هاجم الشبان قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة والالعاب النارية فيما رد المحتلون باطلاق الرصاص وقنابل الغاز والصوت. وتمكن المتظاهرون من اعطاب الية تستخدم لرش المياه النتنة في بلدة العيسوية بعد مهاجماتها بزجاجة حارقة. وشهد محيط مخيم قلنديا شمال القدسالمحتلة مواجهات عنيفة بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، عقب تظاهرة غاضبة انطلقت باتجاه حاجز الاحتلال الذي يغلق الطريق الى القدس. وفي منطقة الخليل اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، عقب تظاهرات غاضبة انطلقت في العديد من المناطق تنديدا بالمجازر الاسرائيلية في قطاع غزة. وكان استشهد مساء الأحد، المواطن انور محمود عبد الشحاتيت (38 عاماً)، من قرية خرسا جنوب الخليل، بعد أن دهسه مستوطن بسيارته على الطريق الرابطة بين مستوطنة "نحال نجهوت" ومعسكر المجنونة العسكري الاسرائيلي جنوب الخليل. واكدت عائلة الشحاتيت ان عملية الدهس تمت بشكل متعمد حيث لاذ المستوطن بالفرار. وفي منطقة طولكرم، أصيب تسعة شبان برصاص المحتلين خلال مواجهات عنيفة اندلعت في محيط المصانع الاسرائيلية الكيماوية "غيشوري" عقب تظاهرة منددة بالعدوان والمجازر الاسرائيلية في غزة. كما أصيب فجر أمس ستة شبان بالرصاص الحي وأكثر من عشرين بأعيرة معدنية اطلقها جنود الاحتلال على المتظاهرين الفلسطينيين خلال مواجهات عنيفة على مدخل مدينة بيت لحم الشمالي. واطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي على سيارة اسعاف تابعة لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني خلال مواجهات شمال بيت لحم. وفي رام الله هاجم عشرات الشبان فجر أمس معسكر جيش الاحتلال في مستعمرة "بيت ايل" شمال المدينة، ورشقوها بالحجارة والزجاجات الحارقة، فرد الجنود باطلاق الرصاص وقنابل الصوت والغاز.