أخلى الأمن الفلسطيني أمس الطرق أمام المتظاهرين في الضفة الغربية للوصول الى النقاط والحواجز العسكرية الإسرائيلية حيث جرت مواجهات واسعة أصيب فيها العشرات. ودعت حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير أمس الى التظاهر في مدن الضفة احتجاجاً على الممارسات الاسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك. وقالت مصادر في حركة «فتح» ان الحركة عملت على حشد مؤيديها للمشاركة في هذه التظاهرات بهدف جذب اهتمام العالم الى القضية الفلسطينية التي تراجعت مكانتها لمصلحة الصراعات المتفجرة في المنطقة العربية، خصوصاً سورية والعراق. وأوضح رئيس المجلس الثوري لحركة «فتح» أمين مقبول: «سعينا الى تحرك جماهيري شعبي تضامناً مع الرئيس محمود عباس في الأممالمتحدة». وتحول بعض المسيرات الى مواجهات عنيفة سقط فيها عدد من الجرحى. ففي مدينة رام الله، توجه عشرات الشبان الى الطريق الموصل الى مستوطنة «بيت إيل» وهاجموا سيارة للمستوطنين بالحجارة، ثم توجهوا صوب الحاجز العسكري حيث دارت مواجهات واسعة بينهم وبين الجنود أصيب فيها عدد منهم بأعيرة مطاط. وللمرة الأولى منذ انتخاب الرئيس عباس رئيساً للسلطة الفلسطينية، امتنع الامن الفلسطيني عن التدخل ووقف زحف المتظاهرين صوب الحواجز العسكرية الاسرائيلية. ورأى المراقبون في ذلك رسالة موجهة من الرئيس عباس الى الجانب الإسرائيلي مفادها ان السلطة الفلسطينية ستتوقف عن تطبيق الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل طالما ان الأخيرة توقفت عن التزامها. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنا عميرة ان القيادة الفلسطينية تتجه الى وقف جزئي لتطبيق الاتفاقات. وأضاف: «في الموضوعين الامني والاقتصادي، فإن الجانب الفلسطيني لن يطبق من الاتفاقات الا ما يخدم منها المصالح الفلسطينية». ومضى يقول: «السلطة ستوقف بعض اشكال التنسيق الامني التي لا تخدم المصلحة الفلسطينية، وستطبق منه فقط ما يخدم مصالحنا، وكذلك الامر بالنسبة للاتفاقات الاقتصادية». وشهدت مناطق الضفة تظاهرات ومواجهات مماثلة، ولوحظ امتناع الجيش الاسرائيلي عن استخدام الرصاص الحي. وفي القدسالمحتلة، أصيب شاب بحروق نتيجة اعتداء مستوطن عليه برشه بغاز الفلفل في باب القطانين في القدس القديمة. وقال شهود إن الشاب أصيب بحروق نقل على أثرها الى المستشفى. وقال الشهود ان الجيش اعتقل ثلاث نساء من المرابطات في المسجد الأقصى هن: سينا شيخة، وعايدة الصيداوي ونجود مطير، وذلك خلال مطاردة عدد منهم في باب السلسلة. وتحظر السلطات على 52 سيدة مقدسية دخول الأقصى بسبب مرابطتهن فيه. وأعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية ان 141 مستوطناً متطرفاً اقتحموا باحات المسجد الأقصى في فترة «السياحة الاجنبية» في ساعات ما قبل الظهر. وقال مدير المسجد عمر الكسواني ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي ما زالت تمنع الرجال دون سن الخمسين من دخول المسجد الأقصى، اضافة الى 52 سيدة وشابة مقدسية وضعتهن السلطات في لائحة منع خاصة بسبب مرابطتهن في المسجد الاقصى. من جانبها، أعلنت الشرطة الاسرائيلية انها اعتقلت امس سبعة شبان بعد محاصرتهم في المسجد القبلي.