كرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهامه الولاياتالمتحدة بأن مناوراتها مع كوريا الجنوبية تستهدف استفزاز بيونغيانغ، فيما تعتزم اليابان شراء صواريخ موجهة متوسطة المدى تُطلق من الجو، تطاول كوريا الشمالية. وجدد لافروف إدانة موسكو التجارب الصاروخية التي تنفذها الدولة الستالينية، مستدركاً أن المناورات الجوية التي ستنفذها واشنطن وسيول تستهدف استفزاز بيونغيانغ لتطلق صواريخ أخرى. وكانت الخارجية الروسية نقلت عن الوزير قوله لنظيره الأميركي ريكس تيلرسون، خلال لقاء في فيينا على هامش اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أن «تصعيد التوتر الناجم عن المناورات العسكرية الأميركية في شبه الجزيرة الكورية، ومن اللهجة العدائية، ليس مقبولاً». وأضافت أن لافروف «دعا إلى استئناف عمل مسؤول لتسوية المشكلة النووية في شبه الجزيرة، من خلال الوسائل الديبلوماسية فحسب». ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن لافروف قوله: «نعلم أن كوريا الشمالية تريد في المقام الأول التحدث إلى الولاياتالمتحدة في شأن الحصول على ضمانات لأمنها. نحن مستعدون لمساندة ذلك، وللمشاركة في تسهيل إجراء مثل تلك المفاوضات. زملاؤنا الأميركيون (بما في ذلك) ريكس تيلرسون وصلهم ذلك». الى ذلك، أعلن وزير الدفاع الياباني إيتسونوري أونوديرا أن بلاده تعتزم امتلاك صواريخ موجهة متوسطة المدى تُطلق من الجوّ، تطاول كوريا الشمالية. ولم يُشِر إلى الدولة الستالينية، لدى إعلانه هذه الخطط، مؤكداً أنها ستُخصص للدفاع، اذ لا تزال اليابان تعتمد على الولاياتالمتحدة في ضرب قواعد أعدائها. وأضاف: «نعتزم استخدام صواريخ جي.إس.إم. التي ستوضع على مقاتلات إف-35 إي بوصفها صواريخ صدّ يمكن إطلاقها لمدى أبعد من تهديدات العدو». وتابع أن طوكيو تتطلّع أيضاً الى وضع صواريخ من طراز «جي.إي.إس.إس.إم-إي.آر» جو/ أرض من إنتاج شركة «لوكهيد مارتن» الأميركية، على مقاتلاتها من طراز «أف-15». ويبلغ مدى صواريخ «جي.إس.إم» التي تنتجها شركة نروجية، 500 كيلومتر، في مقابل 100 كيلومتر لصواريخ «جي.إي.إس.إس.إم-إي.آر». وتقتصر القدرة الصاروخية اليابانية على ذخيرة مضادة للطائرات والسفن، يقلّ مداها عن 300 كيلومتر، علماً أن طوكيو تخلت عن الحق في شنّ حرب، بموجب دستورها السلمي بعد الحرب العالمية الثانية. في غضون ذلك، أفادت وكالة «رويترز» بأن «المنظمة الدولية للطيران المدني» (إيكاو) التابعة للأمم المتحدة لا تدرس إقامة منطقة «حظر طيران» حول كوريا الشمالية، لعجزٍ عن توقّع اتجاه الاختبارات الصاروخية التي تنفذها بيونغيانغ، ما يجعل المنطقة «غير فاعلة». يأتي ذلك بعدما نقلت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» عن ألكسندر دو جونياك، الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، قوله إن إيكاو «قد تعلن منطقة حظر طيران» في المنطقة. ولا يمكن لإيكاو (مقرّها مونتريال) فرض قواعد مثل إصدار أوامر للدول بإغلاق مجالها الجوي الداخلي، لكن الهيئات التنظيمية من 191 دولة عضواً فيها، تتبنّى وتنفذ غالباً المعايير التي تضعها المنظمة لحركة الطيران الدولي. ونددت «إيكاو» بكوريا الشمالية، لإطلاقها «صواريخ باليستية فوق المسارات الجوية الدولية وقريباً منها»، من دون إبلاغ مسبق، ما يهدّد الرحلات التجارية. وقال مصدر إن شركات الطيران التجارية تتفادى إلى حد بعيد المجال الجوي الذي تسيطر عليه الدولة الستالينية. وأضاف أن بيونغيانغ لم تستجب حتى الآن لطلبات «إيكاو» بإبلاغها مسبقاً بإطلاق الصواريخ.