انتقد متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة في عظة عيد الفصح في كاتدرائية القديس جاورجيوس في قلب بيروت، وبشدة، التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة العتيدة، معتبراً ان «عوضاً عن تشكيل حكومة قوية تنقذ لبنان نعجز عن تشكيل حكومة لأن كل فريق يهتم بما لجماعته ويسأل عن حصته لا عن خلاص المواطنين، ويضع شروطاً بدل أن يذلل العقبات ويمزق الوطن فيما الوطن يحتاج إلى لم الشمل». وتحدث المطران عودة عن «القرف الذي يشعر به المواطن واشمئزازه من الوضع ونتألم ونسأل لماذا نحن في قعر الهاوية ولا نحاول النهوض». وقال: «نعيش مرحلة مصيرية في هذا العالم العربي ونشهد تغيرات كبيرة. بركان متفجر من حولنا، بل براكين والحمم ستصيبنا من كل جهة إن لم نحصّن أنفسنا وماذا نفعل؟ الركود الاقتصادي يفتك بما تبقى لدى أبنائنا وماذا نفعل؟ الإدارات تفرغ شيئاً فشيئاً، عوض أن تقوم حكومة قوية تنتشل البلد مما هو فيه يعصى علينا تشكيل حكومة لأن كل طرف يهتم بما لنفسه ولجماعته لا بما للبلد ويسأل عن حصته لا عن خلاص الوطن والمواطنين ويضع الشروط عوض ان يذلل العقبات، ويمزق الوطن فيما الوطن محتاج الى لم الشمل، الى متى؟ سؤال على كل شفة ولسان، حوالى 40 سنة مرت ولبنان ما زال يدفع ثمن حرب الآخرين على أرضه، كما قال أحد مفكرينا، وثمن أطماع أبنائه»، لافتاً إلى أن «من سوء حظنا أن معظم مواطنينا وحكامنا يتسابقون على المغانم ويتناسون الواجبات ونحن بحاجة الى اصلاحات جذرية تبدأ من الأنا لتنطلق الى العام». وقال: «إننا نعيش مرحلة مصيرية في هذا العالم العربي ونشهد تغيرات كبيرة وعلينا تحصين أنفسنا»، مشيراً إلى أن «الشعوب من حولنا تطالب بإصلاح الأنظمة ونحن يلزمنا إصلاح النفوس أولاً»، ومعتبراً أن «مشكلة لبنان تكمن في أبنائه وأنانيتهم وتعلقهم بمصالحهم الفردية». وأشار إلى «أن الشعب يشعر بغربة في وطنه ويشعر بهوة مع الذين من المفترض بهم تمثيله والشعب لا يثق بحكامه». وتطرق عودة إلى الأحداث الأخيرة في سجن رومية، فشدد على أن «السجن يجب أن يكون مكاناً لائقاً تحترم فيه إنسانية الإنسان ويجب أن يساعد السجين على الخروج من السجن تائباً مؤهلاً ليعود الى المجتمع، ولكن للأسف يخرج إنساناً حاقداً وناقماً وقد يخرج حاملاً عادات سيئة، ويجب ان يخفض الجرائم لا أن يضاعفها ومن الضرورة فصل الأحداث عن كبار السن».