اثنى رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع بعد لقائه السفيرة الاميركية لدى لبنان ميشال سيسون على خطاب الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله الذي «اتسم بالايجابية وبالوضوح»، آملاً بأن يُترجم الى مواقف ايجابية. وهنأ جعجع في تصريح «الشعب اللبناني وكل الاحزاب السياسية على الانتخابات التي حصلت بغض النظر عن نتائجها»، واصفاً اياها ب «الانجاز الديموقراطي الكبير في ظل الاضطراب القائم في المنطقة». وطمأن اللبنانيين الى «أن الامل موجود بشكل كبير باعتبار ان الشعب الذي يتوصل الى اجراء انتخابات شبه مثالية في هكذا منطقة وهكذا ظروف لمؤشر واضح بأن المستقبل له، بعيداً عن كل التحاليل والتعليقات الأخرى». وحيا جعجع «القواتيين الذين التزموا التصويت الى كل اللوائح التي دعمناها في كل المناطق اللبنانية»، ودعاهم «الى وقف المواكب السيّارة والانصراف الى نزع الشعارات والصور في كل المناطق اذ اننا بدأنا بمناخ جديد لننكب نحن والآخرون على بناء وطننا لأنه بعد الانتهاء من الانتخابات اصبحنا شعباً واحداً ولدينا مصير واحد ومستقبل واحد في وطن واحد». وعن التمثيل المسيحي قال «بعد هذه الانتخابات لا أحد يستطيع الادعاء بأنه يمثل المسيحيين»، متمنياً الاطلاع على الارقام في كل المناطق، لافتاً الى ان «لا نحن ولا هم من يمثل المسيحيين اذ كلنا سوية نمثل المسيحيين ومن هذا المعطى اتوجه بنداء صادق الى الفريق الآخر ولاسيما «التيار الوطني الحر» وحزب «الطاشناق» و «تيار المردة» الى التعاون، ولو كان كل منا لديه تموضع استراتيجي مختلف عن الآخر، في الامور التي نتفق حولها اذ اننا نتقاسم وجهات النظر ذاتها في نقاط عديدة الى ان تثبت الايام صحة احدى وجهتي النظر الاستراتيجية»، معتبراً «ان النقاش يمكن ان يُقربها». وعن قبول نصر الله بنتائج الانتخابات «على رغم الوسائل التي استعملها فريق 14 آذار»، قال جعجع: «نحن أيضاً نقبل نتائج هذه الانتخابات على رغم الوسائل التي استخدمها الفريق الآخر، ولنكن صريحين فإن كل الفرقاء استعملوا الوسائل ذاتها ولو بطريقة مختلفة». وعن الحاجة الى «اتفاق دوحة ثان» لتشكيل الحكومة المقبلة، رأى جعجع «ان صورة هذه الانتخابات الواضحة لا تدل على ذلك اذ من المفترض ان نتوجه الى تشكيل حكومة جديدة»، كاشفاً «انه ضد الثلث المعطل، ولكن هذا الأمر سيبحث مع كل قوى 14 آذار»، مشيراً الى انه شخصياً «مع اعطاء هذا المفتاح الى رئيس الجمهورية»، مستنكراً «الحملات التي تُشن من قبل البعض حتى الآن ضد رئيس الجمهورية الذي بطبيعته هو توافقي». وما اذا رفضت المعارضة عدم المشاركة في الحكومة المقبلة، قال جعجع: « في حال لم يقبلوا بالمشاركة وفقاً لنسب نتائج الانتخابات والتي لا تؤدي الى التعطيل فلا مانع لدينا»، مضيفاً انه بعد الانتخابات «لا احد منا يجب ان يفرض رأيه على الآخر»، معتبراً ان تجربة الثلث المعطل اثبتت فشلها على كل المستويات وان حكومة اتحاد وطني لا تعني حكومة ثلث معطل لأيّ كان وان يبقى هذا الثلث لرئيس الجمهورية. وعن تسمية الرئيس نبيه بري مرة جديدة رئيساً للمجلس النيابي، اوضح جعجع انه «بالنسبة الينا ليس امراً بديهياً ويجب البحث والنقاش حوله وهذا لا يعني اننا ضد انتخابه مجدداً او انتخابه كيفما كان مع احترامنا الكامل للرئيس بري». وعن التخوف من اي توتر أمني في المرحلة المقبلة، اعتبر جعجع ان «ما نشهده من تصاريح وخطابات جديدة لا تدل على حصول توترات امنية»، مشيراً الى «ان الجو الإيجابي لهذه الانتخابات ارخى بظلاله على الوضع الاقتصادي من خلال التصنيف الائتماني المرتفع»، مؤكداً «ان العمل السياسي السلمي هو الذي يؤدي الى نتائج ايجابية». وأكد جعجع «ان صلاحيات رئيس الجمهورية مطروحة على طاولة الحوار من قبل الفريقين». وعن ترحيب الإعلام الاسرائيلي بنتائج الانتخابات اللبنانية، لفت جعجع الى ان «اوساطاً كثيرة في تل ابيب كانت تتمنى فوز حزب الله لأنها تعتبر انه حين يتسلم هذا الاخير السلطة يُصبح التعاطي معه اسهل بكثير مما هو عليه على كل المستويات ولا سيما عسكرياً»، معتبراً «ان وضع حركة «حماس» كان افضل بكثير حين كانت تحت عباءة ياسر عرفات والسلطة الفلسطينية مما هو عليه اليوم اذ اصبحت حركة «حماس» مكشوفةً تماماً». وايد استئناف الحوار مع «اجراء تعديلات بسيطة وفقاً لنتيجة الانتخابات وهذا امر اتركه لرئيس الجمهورية فيكفي ما يقومون به ل «زركه» وكأنه يجب ان يكون معهم أو يكون مخالفاً للوفاق». واطلعت سيسون جعجع «على اجواء زيارة المبعوث الاميركي الخاص بالشرق الاوسط جورج ميتشيل الى المنطقة واصرار الولاياتالمتحدة على الوصول الى حل وإقامة دولتين مستقلتين لمعالجة قضية الشرق الاوسط» بحسب بيان صادر عن اعلام «القوات». كما نقلت سيسون «تهاني الادارة الاميركية للشعب اللبناني على طريقة تعاطيه الديموقراطي مع العملية الانتخابية والى الحكومة اللبنانية لادارتها هذه العملية». واكدت سيسون لجعجع «قناعة الولاياتالمتحدة اكثر فاكثر بأن لبنان يتقدم ليكون من البلدان السباقة للديموقراطية في الشرق الاوسط».