تُعتبر المطربة غادة رجب من أبرز الموهوبات في عالم الغناء والطرب العربي الأصيل. اعتادت أن تقدم الغناء الجيد مع كبار الموسيقيين، وصنعت بموهبتها شهرة عريضة. اختارتها القناة التركية الموجَّهة للعرب لتكون نجمتَها الثابتة في حفلاتها المباشرة التي تقام أسبوعياً، ونجحت لأنها نشأت في بيئة فنية منذ طفولتها، ولمعت وأصبحت نجمة قبل الأوان، وحازت إعجاب الجماهير والنقاد سريعاً. وقع اختيار مهرجان الموسيقى العربية عليها لتكون إحدى نجماته الدائمات التي تصدح طرباً أصيلاً في دار الأوبرا. أعادت في حفلاتها عشرات الأغاني لكبار صنّاع الطرب الأصيل في مصر والوطن العربي، فقدمت نجاة الصغيرة، فتألقت وشهدت لها نجاة بذلك، كما لفتت الانتباه بأغاني أم كلثوم، والتي غنتها أيضاً على مسرح لوفر في باريس في ليلة أم كلثوم الشهيرة. وغادة رجب التي تربّت في بيت مفعم بالموسيقي والألحان والثقافة والأنغام، هو بيت والدها الدكتور رضا رجب العميد الأسبق للمعهد العالي للموسيقى العربية ووكيل أول نقابة المهن الموسيقية وعضو مجلس الإدارة الأسبق لجمعية المؤلفين والملحنين وقائد فرقة النجوم الموسيقية، اضافة الى كونه عازف كمان مبدع. كانت بداية غادة في عالم الغناء في طفولتها، عندما قدمت أغنية «القمح الليلة» وغنت مجموعة من أغنيات الأطفال في ألبومها الأول «حكايات»، وأيضاً ألبومها الثاني «خسارة يا بابا». وبدأ تألقها الفعلي في ألبومها الثالث «أحلام البنات»، الذي نالت من خلال إحدى أغنياته «بنعشق الحياة» جائزة الميكرفون الذهبي في مهرجان اتحاد الإذاعات العربية في الأردن، وتعاونت فيه مع ألحان المطرب والملحن كاظم الساهر وقدمت أغنية «ابعد عني يا ابن الناس... خليني بعذابي وروحي»، وهي من كلمات الشاعر العراقي عزيز الرسام، ثم قدمت من ألحانه قصيدة «لماذا»، وهي من كلمات نزار قباني، والتي حملت اسم أحد ألبوماتها. وغادة رجب هي دائماً نجمة متوَّجة في مهرجان الموسيقى العربية، حيث اعتادت تقديم فقرة ثابتة في برنامج هذا المهرجان العربي الكبير الذي يقام في دار الأوبرا المصرية. ولغادة شقيقةٌ اسمها نيفين رضا، بدأت أيضاً حياتها كمطربة، وقدمت ألبوماً غنائياً واحداً ثم تزوجت واختفت، ويقف الدكتور رضا رجب خلف ابنته غادة، وكان لها بمثابة السند والخبرة والتجربة والزاد الثقافي، حيث قدم لها الكثير من ألحانه العذبة الرقيقة مثل «وقع الورق». نجمة المهرجانات والجوائز ونجمة الحفلات التي تخلد ذكرى كبار نجوم الأغنية، تخرجت من قسم الإعلام في كلية الآداب في جامعة عين شمس، ومن هناك امتلكت مقدرات مستقبلها وأمسكت بخيوط وأساليب كثيرة تستطيع من خلالها ألاّ تحيد بعيداً من طريق الصواب. واختفاء غادة في الفترة الأخيرة يعود الى الركود الذي يمر به سوق الكاسيت على المستوى العربي، وانتشار القرصنة على الإنترنت. وهي لا تفكر في الانفصال الفني عن والدها، كما رددت بعض الاشاعات، لأنه مازال يرافقها في كل مكان تذهب إليه، خصوصاً حفلاتها الأخيرة في تركيا، لكنها فقط أصبحت تملك هامشاً من الحرية أكثر في اختيار أغانيها، كما أنها الآن أكثر قدرة على معرفة الأغنيات التي تناسب صوتها، وهي تستعد في الوقت الراهن لألبوم يجمع بين الأغنيات المصرية واللبنانية والخليجية، وهي تجربة ثرية ستمكِّنها من إظهار قدراتها الصوتية بشكل أكبر.