أكّد تجار ذهب في المنطقة الشرقية، سلامة أسواق منطقتهم من الغش في المعدن الأصفر، محذرين من غش طاول أسواق المناطق الجنوبية والغربية، نتيجة لضعف الرقابة، وتوافد الحجاج والزائرين للأماكن المقدسة، مع تواصل ارتفاعات أسعار المعدن الأصفر، وتسجيله مستويات تاريخية فوق 1500 دولار للأوقية، في الوقت الذي أعرب فيه مجلس الغرف السعودية عن استيائه من انتشار الغش والتدليس في الذهب في بعض أسواق مدن المملكة، نتيجة لموجة الغلاء التي تجتاح أسعاره. وقال خبير الذهب والمجوهرات سامي المهنا: «يوجد غش في الذهب بشكل واضح في كل من المناطق الواقعة على الحدود السعودية، مثل المناطق الجنوبية والشمالية، والمنطقة الغربية (مكة والمدينة)، بسبب ضعف الرقابة من الجهات المعنية، وتوافد الحجاج». وأضاف: «نقوم دورياً بفحص عينات من الذهب في مختبرنا المعترف به دولياً، ونرى نسبة العيار منخفضة في بعض المصوغات الصادرة من هذه المناطق»، ما يؤثر بشكل سلبي في المصانع الملتزمة بالجودة، والمنسوبة لعوائل تجاوز وجودها في السوق ثلاثة قرون، لافتاً إلى مدى الضرر الذي يسببه الغش على المستهلك على المدى البعيد. وشدّد المهنا على خلو كل من المنطقة الشرقية والرياض من عمليات الغش، وعزا ذلك إلى أن «العاملين في هذا القطاع في الشرقية والوسطى هم من المواطنين الذين يتصفون بالخوف من الله والتقوى». ووصف «ارتفاع أسعار الذهب بالطبيعي، نتيجة لزيادة الطلب عليه من دول الشرق الأوسط ودول الخليج، بسبب التغيرات المتوقع حدوثها في المنطقة، والتي تحتم التوجه للذهب، والابتعاد عن السيولة النقدية، خوفاً من نزول بعض العملات العالمية»، متوقعاً مزيداً من الارتفاعات، ما يعزّز من سعر الذهب ومكانته عالمياً، ويثبت أنه سلعة ضرورية للادخار. وأشار إلى «توجه كثير من الدول لشراء المزيد من الذهب بحسب بورصة نيويورك»، لافتاً إلى «الانعكاس السلبي لذلك على السوق المحلية، اذ ستقل المبيعات نتيجة لإعراض المستهلكين عن الشراء، ما يؤثر في محال التجزئة والتصنيع، على رغم أننا مقبلون على الإجازة الصيفية، وموسم الأعراس». فيما قال تاجر الذهب علي الناصر إن «الذهب ربما أصبح مغرياً الآن لبعض ضعاف النفوس واللصوص»، محذراً من الشراء من أشخاص مجهولين، أو من البائعين الجائلين»، وطمأن المستهلكين لوجود رقابة على المحال التجارية، ما يجعل الشراء منها آمنا». وأكد الناصر أن «الذهب مرشح لمواصلة ارتفاعه، اذ تجاوز سعره 1500 دولار»، بيد أنه «لا يمنع أن يشهد نزولاً طفيفاً إلى 1460 أو 1450 دولاراً مثلاً»، موضحاً أن «مسار أي نوع من السلع لا يمكن أن يكون مساراً تصاعدياً مستمراً، إذ لا بد أن يعتري المسار بعض التعرجات المسماة جني أرباح في حال كان التراجع قليلاً، وتصحيحاً في حال سجل تراجعاً بنسبة عالية تصل إلى 20 أو 30 في المئة». وقال الناصر: «تضافر كل من الوضع الاقتصادي في أميركا وعدم الثقة بتماسك الاقتصاد العالمي جراء عدم تجاوزه فترة الكساد بنسبة 100 في المئة»، مؤكداً أن «المخاوف ما زالت قائمة، والدولار ما زال يشهد تراجعاً». ونوه إلى تحقيق أميركا أرقاماً جديدة في المديونية والعجز في الموازنة، إضافة إلى «الاضطرابات التي تشهدها المنطقة العربية الحساسة والغنية بالبترول ذات الموقع الاستراتيجي المهم، ما يجعل انعكاس ذلك على الاقتصاد العالمي واضحاً»، مؤكداً انعكاس ذلك في شكل سلبي على السوق المحلية التي شهدت انتعاشاً في الإجازة السابقة. ولفت إلى دخول الذهب في صناعة بعض الأجهزة بنسب معينة، وتساءل إن كان سيتسبب ارتفاع سعره في زيادة أسعار تلك السلع مثل الجوالات، وقال: «العالم يشهد تضخماً عاماً في المواد الغذائية والمعادن الأخرى، والعقارات وغيرها». بدوره، أكد تاجر الذهب حسن النمر «صعوبة الغش في الذهب»، لأن التجار يحرصون على معرفة مصدر الذهب، ووجود ختم المصنع، سواء كان مصنعاً أو مستورداً، لافتاً إلى «مراقبة العيارات من وزارة التجارة، ما يصعب عملية الغش في العيارات في المحال والمصانع المعتمدة نتيجة هذه القيود». وأضاف أن «أسباب ارتفاع الذهب غير واضحة في شكل تام»، لافتاً إلى «الإقبال العالمي على شراء الذهب بصورة كبيرة، وتحويل أرصدة دول إلى ذهب بدلاً من النقد، بسبب زيادة الثقة في الذهب»، مشيراً إلى الارتفاع المتسارع في أسعار الذهب قياساً بالسابق إذ كان سعره شبه ثابت ولا تتجاوز الزيادة ال 20 دولاراً، في حين تبلغ الزيادة حالياً الرقم ذاته في اليوم الواحد». وأرجع زيادة الثقة في الذهب إلى «اهتزاز الثقة في الاقتصاد العالمي، وتذبذب سعر الدولار وبعض العملات الأخرى، ما زاد الإقبال على شراء الذهب، جراء الأحداث السياسية» وأضاف: «ارتفاع سعر الذهب، يتسبب في إحجام الناس عن شرائه على أمل نزوله، لكن مع ثبات أمر ارتفاعه يتحول إلى أمر واقع، ويصبح مقبولاً». وعزا السبب الأكبر لإغلاق العديد من ورش الذهب، إلى الصعوبات التي تواجه استقدام العمالة، وظروف العمل، إضافة إلى ارتفاع سعر الذهب، الذي قلل من إقبال التجار على الاستثمار في قطاع الذهب، بحيث أصبح الاستثمار في مجالات أخرى أفضل من الاستثمار في الذهب، مؤكداً صعوبة وضع توقعات بأرقام مقبلة لارتفاع أسعار الذهب.