قال رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل في مقابلة مع «الحياة»، إنه لو عملت طائرات حلف شمال الأطلسي وفقَ أهداف حددها خبراء ليبيون «لكانت انتهت مهمة الحلفاء خلال شهر»، وذلك في انتقاد ضمني لما اعتبره «تباطؤاً» بعد تولي قيادة العمليات، لكنه اعرب في الوقت ذاته عن «الشكر والتقدير للمجتمع الدولي، الذي اتخذ قرارات حاسمة وغير مسبوقة لحماية المدنيين في ليبيا». ويأتي ذلك فيما شنت روسيا هجوماً على الدول الغربية التي قررت ارسال مستشارين عسكريين الى ليبيا، موضحة ان ذلك «يتجاوز» تفويض مجلس الامن ويجر العالم الى حرب برية»، في حين دعا الحلف الأطلسي المدنيين الليبيين الى الابتعاد عن مواقع القوات الموالية لنظام معمر القذافي لتجنب القصف الجوي والصاروخي. وتحدث عبدالجليل إلى «الحياة» (النص ص4) بعد لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وتوجيه دعوة إليه لزيارة بنغازي، فنفى ان تكون الدعوة «تكريساً لتقسيم ليبيا»، موضحاً أنها تمثل «تقديراً» لما قام به الرئيس الفرنسي لحماية بنغازي من كارثة. كذلك نفى وجود تنظيم «القاعدة» في ليبيا، موضحاً أن «موضوع القاعدة فزّاعة يطلقها مؤيدو معمر القذافي أمام المجتمع الدولي، وخصوصاً الأوروبيين والأميركيين»، وقال ان «بعض الأفراد من الليبيين كانوا في تنظيم القاعدة، ولا يتجاوز عددهم العشرة أشخاص، تخلوا عن تنظيم القاعدة، وتخلى التنظيم عنهم منذ فترة، وهم الآن مواطنون ليبيون يقاتلون إلى جانب إخوانهم وسيضعون السلاح فور سقوط القذافي». وشدد على أن رحيل القذافي وأبنائه «لن يتم عبر حل سياسي». وأضاف: «لا أعتقد أن القذافي يرضى بحل سياسي، فلو كان الأمر كذلك لما وصلنا إلى قرارات مجلس الأمن». ميدانيا، دعا الحلف الأطلسي المدنيين الليبيين الى الابتعاد عن مواقع تجمع القوات الموالية للقذافي «كي ينفذ ضرباته الجوية في شكل أفضل». وقال الجنرال شارل بوشار، قائد عملية «الحامي الموحد» ان «بامكان المدنيين مساعدة الحلف بابتعادهم عن مواقع قوات نظام القذافي وتجهيزاتهم قدر الإمكان. هذا الأمر من شأنه أن يتيح لنا ضرب هذه القوات والتجهيزات بنجاح أكبر وبخطر أقل». إلى ذلك نقلت وكالة «فرانس برس» عن شاهد أن الثوار سيطروا صباح أمس على معبر وازن، أحد أبرز المعابر الحدودية بين ليبيا وتونس، فيما قالت «وكالة الأنباء التونسية» أن 13 ضابطاً ليبياً احدهم برتبة لواء سلموا أنفسهم للجيش التونسي بعد الاشتباكات. وعلى صعيد التحركات السياسية، أعلنت رئاسة الوزراء البريطانية ان ديفيد كاميرون اتصل هاتفياً بالرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني، وشدد على «الأهمية الملحة لممارسة ضغط عسكري وديبلوماسي متزايد على نظام القذافي من أجل حماية المدنيين الذين ما زالوا يتعرضون للهجمات». وأبلغ كاميرون محدثيه «التزام» لندن الوقوف الى جانب المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا. من جانبه، حض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السلطات الليبية على وقف «القتال ووقف قتل الناس»، وقال اثناء زيارة رسمية للعاصمة الروسية «في هذا الوقت أولويتنا التوصل لوقف لاطلاق النار فعال ويمكن التثبت منه... وحينئذ يمكننا توسيع مساعدتنا الانسانية وسنشارك في حوار سياسي».