شنّ الثوار الليبيون حملة ديبلوماسية واسعة لنيل مزيد من الدعم الدولي بالتزامن مع الانتصارات الميدانية التي يحققونها على الأرض وأبرزها فك الحصار عن مدينة مصراتة والتقدم منها غرباً في اتجاه العاصمة طرابلس التي يتحصن فيها مناصرو العقيد معمر القذافي. وأعلنت السلطات الليبية مقتل ستة أشخاص بينهم صحافيان إثنان بغارات شنتها طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) على المجمع الضخم في باب العزيزية الذي يضم مقر القذافي الذي كان ظهر ليل الأربعاء علناً للمرة الأولى منذ 30 نيسان (ابريل) الماضي مستقبلاً «أعيان قبائل الشرق الليبي»، في خطوة فُسّرت بأنها تهدف إلى دحض إشاعات تحدثت عن وفاته في الغارة التي راح ضحيتها ابنه سيف العرب وثلاثة من أحفاده قبل نحو أسبوعين. وفي الوقت الذي كان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل يجري محادثات في لندن، التقى محمود جبريل مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس في البيت الابيض مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي توم دونيلون. ونقلت وكالة «رويترز» أمس عبدالجليل، قوله أمس في لندن إن المعارضين يحتاجون إلى مزيد من الأسلحة التي تساعدهم في القتال ضد قوات القذافي. وقال عبدالجليل في مؤتمر صحافي بعد الظهر مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن العقيد القذافي لديه أسلحة ثقيلة وانهم يحتاجون الى أسلحة خفيفة ليست مكافئة لما لدى القذافي، «لكن ربما بالشجاعة التي يتحلى بها الشعب الليبي سيكون هناك نوع من التوازن». وقال إنهم يحتاجون إلى بعض الاسلحة الفتاكة. وعرضت الحكومة البريطانية أسلحة غير فتاكة مثل معدات الرؤية الليلية والسترات الواقية من الرصاص. وأكد هيغ من جهته: «اننا بحاجة إلى أن نواصل العمل عسكرياً وسياسياً واقتصادياً لدعم قرارات مجلس الأمن» في خصوص حماية المدنيين الليبيين. واضاف أن على القذافي أن يقتنع بأن «الوقت ضده وأن المجلس الوطني الانتقالي هو المحاور الشرعي الذي يمثّل الشعب الليبي في اختلاف صارخ عن القذافي ونظامه اللذين فقدا أي شرعية». وقال إن دعوة المجلس الوطني إلى فتح مقر رسمي لهم في لندن تتيح تواصلاً أكبر مع الثوار، وهي خطوة تُكمل خطوة تعيين بريطانيا السفير السابق في العراق جون جنكينز ممثلاً للحكومة البريطانية في بنغازي. وأضاف أنه أبلغ عبدالجليل نية بريطانيا توفير مزيد من الدعم لحماية المدنيين بما في ذلك تقديم سترات واقية من الرصاص وأجهزة اتصال وبذات للشرطة في بنغازي. وكان رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون استقبل عبدالجليل صباحاً في مقر رئاسة الحكومة في 10 داونينغ ستريت ودعاه إلى فتح مكتب رسمي يمثّل الثوار الليبيين في لندن، وهي خطوة تعني مزيداً من الاعتراف بشرعية تمثيلهم لليبيين من دون أن تعني أنهم باتوا الممثل الوحيد للدولة الليبية، وهي الخطوة التي أعلنتها كل من قطر وإيطاليا وفرنسا. لكن كاميرون أكد مجدداً أنه لم يعد للقذافي مكان في ليبيا المستقبل وان عليه الرحيل. وفي واشنطن (رويترز)، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس إن الجيش الأميركي أنفق نحو 750 مليون دولار حتى الآن على العمليات التي تهدف لحماية المدنيين الليبيين من القوات الموالية للقذافي. وذكر غيتس الرقم في معرض رده على أسئلة طرحها أفراد من مشاة البحرية في نورث كارولاينا وقال إنه من غير المرجح أن يكون للجهود الحالية لخفض الموازنة الأميركية تأثير على العمليات في أفغانستان والعراق التي تمول بشكل منفصل عن موازنة الدفاع. وقال غيتس: «للأسف يتعين علينا في الحالة الليبية أن نتحمل (تكاليف) تلك العملية». وتابع: «ومن ثم فمن المرجح في هذه المرحلة ان تبلغ حوالي 750 مليون دولار وسنجد المال ولكن في ما يتعلق بعملياتنا في الخارج اعتقد أن مشكلات الموازنة الذي تواجهها البلاد والعجز لن يكون لهما تأثير على تمويل العمليات التي نباشرها». وفي واشنطن، التقى مستشار الأمن القومي الأميركي توم دنيلون وفدا من المعارضة الليبة يترأسه عضو المجلس الانتقالي والناطق باسمه محمود جبريل، في أول لقاء رسمي من هذا النوع في البيت الأبيض. وتطرق البحث الى التطورات في ليبيا وامكان اعتراف أميركي بالمجلس. وأكد جبريل، قبل اللقاء، أن المبادرة التركية توفر أساسا «جيدا» للمضي قدما في حل، وأن الكونغرس قد يوفر ما قيمته 180 مليون دولار من الأموال المجمدة لدعم الثوار. وأكد جبريل الذي يرأس الوفد قبل اللقاء الذي عقد في وقت متقدم مساء امس، وفي ايجاز صحافي مقتضب حضرته «الحياة»، أن القضايا الأبرز في الزيارة هي ايجاد آلية لتمرير أموال القذافي المجمدة (البالغة 38 بليون دولار) للشعب الليبي، الى جانب نيل اعتراف أميركي بالمجلس الوطني. وفي الشق الأول، أكد جبريل أن السناتور جون كيري والذي التقى الوفد، يعد تشريعا لمجلس الشيوخ لتوفير 180 مليون دولار من هذه الأموال للمعارضة الليبية. أما في ما يتعلق بالاعتراف الأميركي، فسمى جبريل ثلاث اشكاليات أمام الولاياتالمتحدة، أولها ضمان أن مصالح واشنطن الاستراتيجية سيتم حمايتها في ليبيا، وثانيا بأن ليس هناك عناصر متطرفة في المعارضة، والثالث كيفية تعامل المجلس والمعارضة مع مرحلة ما بعد القذافي وضمان وجود خارطة طريق معينة للاستقرار هناك. ومن المتوقع أن يلتقي جبريل شخصيات في الادارة ووزارتي الخارجية والخزانة وشخصيات في الكونغرس.