زار العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الدوحة أول من أمس لساعات، برفقة الملكة رانيا. وعقد جلسة محادثات مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في حضور ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد، والأمير علي بن الحسين، ورئيس الديوان الملكي الدكتور خالد الكركي والسفير الأردني لدى قطر. وأُعلن في الدوحة أنه جرى «استعراض العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات، كما تم البحث في عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وتشير زيارة العاهل الأردني إلى تطور إيجابي في العلاقات التي شهدت شداً وجذباً في سنوات سابقة. وقال السفير الأردني لدى قطر أحمد جلال المفلح ل «الحياة»: «إن الزيارة ناجحة بكل المقاييس، وسيلمس الناس في البلدين آثارها في القريب العاجل، وقد حققت نقلة نوعية في العلاقات»، وأشار إلى أن القمة «بحثت في المتغيرات والمستجدات في المنطقة، وهي كثيرة، وسبل دعم العلاقات للارتقاء بها إلى مستوى يطمح إليه قادة البلدين في المجالات الاقتصادية والسياسية والطبية والتعليمية والثقافية والسياحية». وقالت مصادر أخرى تحدثت إلى «الحياة»، إن الوضع في المنطقة، خصوصاً في ليبيا، تصدّر المحادثات في ظل توافق قطري - أردني على مساعدة الشعب الليبي في المجالات الإنسانية والإغاثة، إضافة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط. وترى مصادر متطابقة أن زيارة الملك «كسرت الجليد في علاقات البلدين». وأطلق الملك عبدالله مواقف أكّد فيها أن محادثاته تركز على «آليات تفعيل العلاقات في سبيل بناء علاقات متينة وقوية تخدم البلدين ودول مجلس التعاون بشكل عام»، واعتبر في تصريحات نشرتها صحيفة «الشرق» القطرية أن «أمن دول مجلس التعاون الخليجي جزء من أمن الأردن». وأنه «يتابع باهتمام ما تشهده ليبيا من تطورات متلاحقة، من منطلق حرصنا الكامل على وحدة ليبيا وأمن وسلامة شعبها الشقيق». وفيما رأى أن قطر تلعب دوراً مهماً في نصرة الأشقاء في ليبيا، والتخفيف من معاناتهم الإنسانية، أعلن أن «موقفنا منسجم مع موقف قطر في الحفاظ على وحدة ليبيا، وسنواصل جهودنا لتقديم مساعدات إنسانية وطبية عاجلة للمدنيين الليبيين»، وكشف أنه «بالتنسيق مع قطر نسعى إلى إقامة مستشفيات ميدانية في ليبيا». وقال إن المتغيرات والظروف التي تمر بها المنطقة العربية «يجب ألا تثنينا عن عزمنا على دعم عملية السلام، وصولاً إلى سلام شامل وعادل يؤدي في النهاية إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل».