وضعت زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للعاصمة الأردنية عمّان أمس حداً لأجواء التوتر التي سادت العلاقات بين البلدين إثر بث قناة «الجزيرة» القطرية حلقات وثائقية بداية آذار (مارس) الماضي، اعتبرها الأردن اساءة لقيادته وتشكيكاً في مواقفه القومية. واعتبر وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال نبيل الشريف ان الزيارة وتركيبة الوفد الذي ضم مسؤولين من قناة «الجزيرة» شكلتا «رسالة سياسية واضحة أسهمت في تعزيز العلاقات الثنائية وفي جميع المجالات». من جانبه، حرص العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني على استقبال ضيفه القطري في المطار، وعقد معه لقاء منفرداً وآخر بحضور اعضاء الوفدين، قبل وداعه. وقال بيان للديوان الملكي إن الملك عبدالله وضيفه اكدا حرصهما المشترك على «تطوير وتمتين علاقات التعاون الثنائي في المجالات المختلفة بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين وتنمية العلاقات في الميادين الاقتصادية والتجارية والاستثمارية». وأكدت مصادر أردنية رسمية ل «الحياة» ان «أمير قطر ابلغ مضيفيه بأن الاجراءات القطرية على العمالة الوافدة تنظيمية سببها إعادة هيكلة بعض القطاعات، خصوصاً قطاع التعليم وليس مقصودا بها العاملين الاردنيين في قطر»، علماً ان 400 مدرس أردني كانوا في قطر عادوا الى عمّان بعد الاستغناء عن خدماتهم مع بداية الصيف الحالي. وهذه هي الزيارة الأولى لأمير قطر الى الاردن منذ خمس سنوات، علماً ان العاهل الاردني كان زار الدوحة نهاية العام الماضي. وتأمل عمّان في ان تفتح الزيارة باباً من اجل تفعيل اتفاق ثنائي سابق على تأسيس صندوق استثماري قطري في الاردن بقيمة بليون دولار. ولفت العاهل الاردني وأمير قطر إلى ضرورة «استمرار التنسيق والتشاور بين الدول العربية، وصولاً إلى بلورة موقف عربي موحد لمواجهة التحديات ومأسسة العمل العربي، بما يخدم المصالح العربية وقضاياها العادلة». وبحث الزعيمان تطورات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وفي سياق إقليمي يضمن استعادة جميع الحقوق العربية وفقاً للمرجعيات المعتمدة، خصوصاً مبادرة السلام العربية. ورفضت مصادر برلمانية اردنية القول إن الزيارة طوت ملف الخلافات بين البلدين نهائيا، مشيرة الى «فشل مصالحات سابقة»، لكنها أكدت ان الزيارة «ناجحة، وهي رسالة الى القيادات الاعلامية في البلدين». ومع مغادرة امير قطر عمّان، توجه العاهل الاردني الى القاهرة بعد ظهر امس في زيارة خاصة للرئيس حسني مبارك. وأكدت مصادر رسمية في الديوان الملكي ان زيارة العاهل الاردني للقاهرة امس ليست لها علاقة بزيارة أمير قطر لعمان، نافية وجود دور اردني لإجراء مصالحة مصرية - قطرية. وفي القاهرة، افاد مصدر مقرب من الرئاسة المصرية ان العاهل الأردني «جاء في زيارة خاصة لتقديم العزاء» للرئيس المصري الذي توفي حفيده منتصف ايار (مايو) الماضي.